هل الحياة خيالاتٌ أكثر منها واقعاً..؟
ثمة نوعٌ من حياة موازية يحياها أيٌ منا مع نفسه..
تُعبّأ بالكثير من أحلام يقظة، منامات، خيالات.. وحتى هلوسات..
وجميعها تستجر خيطاً غير متوقفٍ وغير متوقع من الأفكار.
بالنسبة لها مهما انشغلت بأمور الحياة اليومية، واجبات، التزامات أو أي تفاصيل أخرى مهمة أو مهملة، تسحبها تلك الحياة الموازية من كل الضجيج الخارجي..
لا يعني ذلك أنها لا تترافق مع ضجيج أو صخب يعلو صوته داخلياً.. وربما يطغى أو يكتم أي صوت آخر واقعي تسمعه.
حياة موازية قطعاً لا تتشابه ونظرية العوالم الموازية..
لأنها فرديةٌ وربما فريدة بحسب ما تخلقه من أفكار لعلها قابلة للحياة أكثر من الحياة ذاتها التي نحياها شُبهةً.
الأفكار.. المادة الهشة.. وربما الصلبة.. المكوّن الأول لمختلف حيوات نعيشها إن كانت واقعية أو موازية.
في إحدى قصصه يذكر شارل بودلير: “أمحت فكرة الزمن أو بالأحرى فكرة قياس الزمن، ولم تكن تلك الليلة بأكملها قابلة لأن تقاس بالنسبة لي إلا بمثابة الأفكار التي راودتني”..
“أن نقيس الزمن بالأفكار”..
ما فعلته أنها قامت بتطبيق هذه الفكرة فأصبحت بعمرٍ مضاعف لعمرها.. وكما لو أنها تحيا الزمن حيواتٍ عدّة وليس حياة واحدة..
تخلق اللحظات وتحياها مقدار ما تبتكر من أفكار..
يمكن لفكرة واحدة أن تنشئ عالماً بأكمله.. ويمكن لجنون أفكار أخرى ملوّثة أن تهدم حيوات عديدة.
من الآن فصاعداً، ستعمل على قياس جودة حياتها بمدى قدرتها على تطريزها أفكاراً..
ستراقبها كمن يعرضها لعملية (تصفية ذهنية)..
تفتك بتلك المهترئة البالية، وتنعش الحيوية منها صاحبة الطاقة الخلّاقة القادرة على ابتكار حياة بكاملها حتى لو كانت موازية، سرّية، أو خيالية.
رؤية- لميس علي