مفرطة بحضورها..

لمراتٍ عديدة حاولت طمر ما ينغّص لحظاتها في غيابات ذاكرتها..

في زاوية قصيّة.. منسيّة منها.

الآن تدرك ذاك النوع من الذاكرة الذي اختاره الشاعر محمود درويش عنواناً لأحد مؤلفاته “ذاكرة للنسيان”.

يبدو أن جميعنا يمتلك ذاكرة مؤلّفة من طبقات.. أو أن لها أدراجاً ما إن نفتح أحدها حتى تنطلق موجة من ذكريات لا تهدأ.

هي، حالياً، محاصرة ما بين ذاكرة ماكرة تغيظها فتنتقي ما تبتغي الهروب منه.. وبين ذكريات عنيدة ترفض أن تنتهي نسياناً.

راهنت على الوقت لتكتشف أن هذا الأخير في تواطؤ شبه معلن مع ذكريات مضادة للزمن.

الذاكرة ببعدها المساوي للتذكر تبدو كعملية تشريحٍ لماضٍ عشناه..

وذاكرتها مفرطة بحضورها مما يعني أنها تعاني سوء استخدام للنسيان..

الضدّان اللدودان يساوي بينهما بول ريكور حين يقول “أنا أتذكر إذاً أنا موجود، وأنا أنسى إذاً أنا موجود”..

يعود ليذكر في موضع آخر من كتابه (الذاكرة، التاريخ، النسيان): “النسيان هو التحدي بامتياز المعارض لطموح الوثوق بالذاكرة”.

كل ما عليها أن تقوم بعملية توازنٍ بينهما..

وما يهم، فعلاً، إلى أي درجة يمكن لأيّ منهما منح الحياة لا عرقلتها..

ألا يتعارضان مع جريان العيش بتدفقه المحبّب والسلس..

وبالتالي وفق ميزان الاعتدال الذي قاست عبره النقيضين، فإن الذاكرة/التذكر، تضمن عودة حياة ماضية أو نُتفٍ منها.. بينما نلوذ إلى النسيان لنضمن حياةً قادمة، لمنح أنفسنا مستقبلاً أكثر انعتاقاً من الماضي.. بمعنى القدرة على خلق فرص وبداياتٍ جديدة.

أن تمتلك خاصية النسيان ليس بوصفه ضياعاً إنما بالمعنى الذي ركّز عليه ريكور: “النسيان الذي يقول لنا أي ذاكرة تستحق أن نحتفل بها وأي ذاكرة علينا أن نتركها تذهب بسلام”..

عليها الإخلاص للاثنين معاً.. أن تصبح بذاكرة انتقائية أي “متدربة ومتمرنة” وفق رغبتها باستعادة ما يمنحها عيشاً في اللحظة الحالية أكثر قوةً وانفتاحاً عليها.

رؤية -لميس علي:

 

 

 

آخر الأخبار
الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا  أزمات فنية وتقنية في أجهزة  "وطني" السويداء ... والكوادر تطالب بتدخل عاجل من "الصحة"   لقاء اتحادي التجارة السورية والخليجية..  الشرقي: سوريا تمتلك فرصاً استثمارية واعدة   دعماً لاستقرارهم.. مشروع لإعادة تأهيل مساكن الأطباء بحلب  ورشة عمل مشتركة بين وفدي دمشق وريفها وأمانة عمّان لتعزيز التعاون  تدابير احترازية في اللاذقية لتلافي أخطار الحرائق   فرص التصدير إلى الأردن على طاولة غرفة صناعة دمشق    الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري  "النقل": تطوير المنظومة بما يتوافق واحتياجات المواطنين     مبادرات للتعاون المشترك بين التعليم العالي ومعهد "BACT" في دبي      شركات رائدة تفتح آفاق الشباب في "ملتقى مهنتي المستقبلية" "للأونروا" د. سليمان لـ "الثورة": الإصلاح الصحي بتمكين الأطباء الموجودين علمياً عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات