“بتر” عاطفي

هل تشكّلت يوماً لديك قناعة أن عملية استئصال المشاعر أصعب من عملية استئصال أي عضو من أعضاء الجسد..؟

يرى البعض/الكثير أن أغلى ما نملك ينتمي إلى عالم المعنويات، إلى العالم غير المرئي متمثلاً بالمشاعر والأفكار.. والتي هي بمثابة بصمة خاصة بكل منا.

أرقى ما يمكن منحه يتمثل بالمشاعر ولاسيما مشاعر الحب..

وحين نمنحها، فعلياً.. كأننا نمنح لنسترد أجمل جزء من (أنا)، ولنستعيد ألطف ملامح (الذات) متشكلةً بصورٍ عاشقة لا تنتهي ولا تنضب إلا بتوقف فعل الحب..

هل توقُّف الحب يعني بالضرورة توقُّف فعل العطاء الأرقى..؟

في فهم خاص لمعنى العطاء/العطية يذكر الباحث الفرنسي جان لوك ماريون أنه لا تتم العطية فعلياً إلا عندما نعطي ما ليس موضوعاً. ويقصد ما نعطيه من أشياء غير مادية وغير ملموسة مثل: الحب، الاهتمام، الوقت..

بهذا المعنى نحن لا نعطي أشياء إنما نعطي ذواتنا بعينها، وهنا تكون “الذات غير قابلة للتشييء”، مُمارِسةً أعلى درجات إنسانيتها..

عندها نمنح ونحن نستشعر كل سعادة الكون تحيط بنا.. لأننا منحنا بكامل رغبتنا وطوع إرادتنا لمن نراه جزءاً من ذواتنا المانحة..

هل يكون العطاء/المنح بهذا القصد سوى حفاظٍ على أجمل هيئات “الذات” وحالاتها..؟

أن نمنح ذواتنا أو أجزاء منها بقالب من مشاعر الحب يعني أن نبني تلك المشاعر ونرعاها كأننا ننشئ أجمل جزء من “أنا” موعودة و”ذات” مأمولة..

وحين تنهدم تلك المشاعر يعني أن نقوم بسلخ ذاك الجزء/الحلم المشتهى من أنا/ذات.

عملية فصل المشاعر من عقولنا وقلوبنا لا تبدو عملية سهلة بل هي أصعب من عملية بتر أي عضو جسدي.

أن نفصل أجمل جزء من أنواتنا/ذواتنا، أن نقوم بعملية استئصال له يفوق ألم بتر أي جزء من أجزاء الجسد العضوية، فهذه الأخيرة يُكتم ألمها عبر التخدير..

بينما لا يوجد أي مخدّر لإسكات وجع بتر مشاعرنا الأرقى.. لأنها تعني أن عطاءنا لأجمل جزء من ذواتنا كان بأرخص الأسعار قبولاً لدى الآخر.

..رؤية- لميس علي

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب صحة الأم النفسية، صحة الجنين.. كيف يؤثر التوتر على الحمل؟ صحة درعا تطلق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي انهيار في مبنى "الداخلية" يخلف جرحى الضحايا تحت الأنقاض.. والطوارئ في سباق مع الزمن الشيباني يلتقي وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي في السعودية الشيباني يلتقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في السعودية