زحمة الأحداث تجعلها تقف قبلتها كمتفرج يتأمل المنظر عن بعد.
استغرقها الأمر وقتاً لتمتلك مهارة الانسلاخ عن كل ما يحيط بها.. وحتى عندما تكون طرفاً في أي حدث تترقّبه كما لو أنه لا يعنيها.. لا تنحاز لأي شيء ولا حتى لنفسها.. تترك كل شيء ملقى في مهب خيالاتها المتفائلة أن المشكلات ستحلّ من تلقاء نفسها.
إنها تقنية “التجميد”، (تفريز) الحال على ما هو عليه..
بما يعني ألّا يزداد سوءاً، وبذات الوقت لا يحتاج جهداً أو دفعاً لتحريكه إلى الأمام.
ألا يشتمل الأمر، فعلياً، تراجعاً من نوعٍ ما..؟
بمقاييس “الآخر” أو “الغير”، ربما تقاطع ومفهوم التراجع أو الجمود.
دائماً ستلتقط (خرم إبرة) تمرّر عبره قناعتها..
وكمن يُطمئن نفسه تهمس في سرّها: المهم ألا يكون جموداً فكرياً.. وألا تبقى واقفة على عتبة الحياة دون امتلاك قدرة اقتحام جنونها مهما رشقتها بجرعات لؤمها.
على الرغم من كل واقع “السكون/الهدوء” الذي تحاول استجراره لتفاصيل يومياتها يبقى الازدحام أو زحمة الأحداث ما يصدّع رأسها لدرجة فكرتْ معها بابتكار عناوين (تريند) تتصدّر آخر نهاراتها.. وربما نافست (التريند) الافتراضي الذي يدوّخ حواسنا يومياً من سرعة تبدّله إلى آخر وفق ( update) يُراد عبره أن تتلوّن حياتنا خارجياً فقط.. وأن يتم إيهامنا بقوة التأثير والفعل، بينما الصدى الواقعي يبقى مساوياً المحصلة صفر.
الحقيقة.. هي ليستْ متأكّدة إن كانت مهارة الانسلاخ أو تقنية التجميد اللتان تمارسهما يومياً قادرتين على ضمان بقائها بعيداً عن المحصلة صفر.
في بلاد دوّختها الحرب، ربما كانت خلاصة محاولاتك وجهد أفعالك مساوية للمحصلة صفر..
سرعة تقلّب المحيطين باتت طاغية وأكثر من نافرة.. ويبدو أن هذه هي كبرى ميزات الحروب، وربما كبرى سلبياتها.. تُظهر بواطن المرء، تمتحنه بما يفوق قدراته وصولاً إلى هيئة يكاد هو نفسه لا يتعرّف عليها..
هل تحوّلنا إلى نسخ تقليد عمّا كنا عليه.. أم إننا عدنا إلى أصل كنا نجهله فينا..؟!
ليست واثقة إن كان سلوكها أسلوب دفاع ظاهره اللامبالاة كي لا تبتلعها عجلة التغيير والتبدل الطارئ على كل من هم حولها.
رؤية- لميس علي