الثورة – أسماء الفريح
أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام أن هناك فرصة جديدة اليوم مع العهد الجديد في سوريا ليس فقط في طي صفحة العلاقات القديمة بل أيضا في بناء علاقة سويَّة مع الأشقاء السوريين.
وردا على سؤال حول لقائه السيد الرئيس أحمد الشرع ووصفه للعلاقات الحالية مع سوريا, قال سلام في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: “عانينا من تدخل سوريا في شؤوننا الداخلية طويلاً” و”نحن سعداء بالتغيير الذي صار في سوريا، وأعرف أنهم أيضاً عانوا من تدخل أطراف لبنانية في سوريا.”
وأضاف قلت للرئيس الشرع: “مثلما عانيتم نحن عانينا.. نحن اليوم على استعداد أن نفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية – السورية قائمة من جديد على الاحترام المتبادل وعدم تدخل أي طرف بشؤون الطرف الآخر.”
وكان الرئيس الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني استقبلا سلام والوفد المرافق له في دمشق في الرابع عشر من نيسان الماضي.
وتابع سلام: “هناك ملفات عالقة بيننا وبين السوريين.. هذه لا تُحل إلا من خلال عمل مشترك بيننا وبين القيادة السورية الجديدة”, وقال: “صار هناك تقدم كبير في ملف قضايا التهريب على الحدود وصارت هناك اليوم غرفة أمنية مشتركة تعمل على ضبط الحدود، ولاسيما ما يتعلق بتهريب المخدرات وتهريب السلاح.. تهريب المخدرات كان يصل إلى دول الخليج وهو ما شوَّه سمعة لبنان.”
وتابع أن هناك تعاونا كبيرا في هذا الملف وقد تم برعاية المملكة العربية السعودية عبر اللقاء بين وزيري الدفاع في جدة.
وأضاف أن “العمل على ضبط الحدود مسألة مستمرة بيننا وبين السوريين, ولكن هناك عدة مواضيع أخرى (عالقة), بينها موضوع السوريين في سجون لبنان”، موضحا “نحن على استعداد اليوم أن نبدأ في بحث جدي مع الإخوان السوريين على معالجة هذا الملف، وهم سمعوا مني هذا الشيء في الشام، كما سمعه الوزير الشيباني مني في بغداد على هامش القمة العربية.. نحن تواقون لأن نضع هذا الملف خلفنا.”
وأشار رئيس الوزراء اللبناني إلى أن هناك أيضاً ملف النازحين السوريين في لبنان والذي ينبغي معالجته بين لبنان والإخوان السوريين والمنظمات الدولية المعنية ولاسيما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومع أطراف أخرى مبينا أن هناك بداية لمعالجة جديدة لهذا الملف.
ولفت إلى أن هناك عودة لعشرات الآلاف من السوريين إلى ديارهم في الأشهر الأخيرة , ونحن من الأساس قلنا إننا مع العودة الآمنة والكريمة للسوريين , موضحا أنه في كل أسبوع هناك نحو 10 آلاف يتم تسجيلهم للعودة إلى سوريا , مشيرا إلى أنه تم وضع هذا الأمر على سكة جديدة بالتعاون مع الإخوان في سوريا، لكنه بحاجة إلى تعاون أكبر.
وأكد سلام أنهم في لبنان يريدون لسوريا ما يريده أبناؤها لها و”ما يختاره السوريون لسوريا نحن معه.. طي صفحة الأسد، فنحن عانينا منه في لبنان.”
وكان سلام شدد في تصريحات له أوائل تموز الماضي على وجود تعاون مباشر مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة التهريب وتأمين عودة آمنة للاجئين السوريين, فيما قال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي في مقابلة مع “سكاي نيوز عربية” إن “مسألة ترسيم الحدود تحتل الأولوية بالنسبة للسلطات اللبنانية، تضاف إلى ملفات أخرى، كعودة النازحين السوريين وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا”.
جدير بالذكر أنه انطلقت في الـ29 من تموز الماضي المرحلة الأولى من خطة الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية وذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء اللبناني على تلك الخطة ، حيث جرى التأكيد على عودة النازحين عبر عدة مراحل مع توقعات بأن تتراوح أعدادهم بين 200 و300 ألف.