استنزاف خطير للمياه الجوفية.. والمسألة تحتاج لتدخل عاجل 

الثورة – همسة زغيب:

تعتبر المياه من أكثر الموارد الحيوية لكنَّها تواجه تحديات حادة في سوريا خلال العقود الأخيرة، وأهمها تغير المناخ، والنمو السكاني المتسارع، والممارسات الزراعية غير المستدامة، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه، سواء أكانت من حيث الكمية أو الجودة.

“الثورة” التقت الدكتور المهندس صفوان أمجد الحلبي الذي أوضح أنَّ مصادر المياه في القطر تعتمد على مصدرين رئيسيين: الأول المياه السطحية الأنهار ومنهم الفرات، العاصي الخابور، إضافة إلى عدد من السدود كسد الفرات، سد تشرين، أمَّا المصدر الآخر فيتركز في المياه الجوفية، إذ تشكل ركيزة أساسية للزراعة والشرب، خاصة في المناطق الداخلية.

ولفت الدكتور الحلبي إلى أنَّ انخفاض المنسوب، وتراجع التغذية، كما شهد منسوب المياه السطحية انخفاضاً كبيراً نتيجة قلة الهطل المطري، واستخدام دول المنبع للمياه كما تعرضت المياه الجوفية للاستنزاف بسبب الحفر العشوائي والري التقليدي.

كما قدم شرحاً عن أبرز مشكلات سوء إدارة الموارد وأهمها اعتماد نظم ري قديمة تستهلك كميات كبيرة من المياه، وزراعة محاصيل تحتاج إلى كميات وفيرة من المياه كالقطن والقمح، من دون مراعاة الظروف الجديدة، وضعف تطبيق القوانين المتعلقة بحماية الموارد المائية.

أمّا بالنسبة لموضوع التلوث وتردّي الجودة فتعود الأسباب إلى تعرض الأنهار والمياه الجوفية لتلوث متزايد والأسباب تصريف المياه الملوّثة من المنشآت الصناعية، والاستخدام العشوائي للمبيدات والأسمدة، إضافة إلى غياب أنظمة معالجة فعالة لمياه الصرف الصحي.

ولفت الدكتور الحلبي إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية وأزمة المياه وتأثيرها بشكل مباشر على الأمن الغذائي والاستقرار الزراعي، وهجرة السكان من الريف إلى المدن، وزيادة تكلفة إنتاج الغذاء، والنزاعات المحلية على مصادر المياه، وهناك العديد من الحلول الممكنة للخروج من الأزمة نفسها، ولابدَّ من اعتماد استراتيجية شاملة تشمل تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة كأنظمة ري بالتنقيط، وضبط حفر الآبار وترخيصها وفق خطط مدروسة، وإعادة تدوير مياه الصرف لاستخدامها في الري الصناعي وتعزيز التعاون الإقليمي بشأن تقاسم المياه يكون بنشر الوعي البيئي لدى المزارعين والمواطنين.

خاتماً الحلبي حديثه عنّ وضع المياه في سوريا، أنه بات مسألة أمن قومي تتطلب تدخلاً عاجلاً وسياسات مستدامة لإدارة مورد حيوي مهم، كما يعتبر الاستثمار في التقنيات الحديثة، وإصلاح التشريعات البيئية، وتطوير البنية التحتية، جميعها خطوات أساسية لضمان وفرة المياه للأجيال القادمة.

آخر الأخبار
"أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج... ضربات الشمس تحت السيطرة.. وقطاع الإسعاف في خط الدفاع "ضاحية قدسيا" بين تحديات الواقع الخدمي وآمال الدعم الحكومي  خدمات متردية في السكن الشبابي ومساحا... من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. فرح أورفلي: صوتنا حق ثائر في زمن القمع استنزاف خطير للمياه الجوفية.. والمسألة تحتاج لتدخل عاجل  أغاني الثورة والحرية والتراث.. تختتم "مهرجان الشمس"