الثورة – ناديا سعود:
مع اشتداد موجة الحرالتي شهدتها البلاد مؤخراً، برزت الحاجة الملحة إلى تعزيز الجاهزية الصحية لمواجهة تداعيات الظروف الجوية القاسية، فقد أدى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى زيادة عدد الحالات الإسعافية المرتبطة بضربات الشمس والجفاف والإرهاق الحراري، ما وضع المستشفيات والمراكز الصحية أمام اختبار حقيقي لسرعة الاستجابة وحسن التعامل مع المواطنين المتضررين، وفي ظل هذه التحديات، تتجه الأنظار إلى دور القطاع الصحي في توفير الرعاية العاجلة، وتطبيق الإجراءات الوقائية للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالمناخ، وضمان سلامة الفئات الأكثر عرضة للتأثر، كالأطفال وكبار السن والعمال في الأماكن المكشوفة.

حالة جهوزية
مدير المنشآت الصحية في وزارة الصحة الدكتور بشار كناني أكد لصحيفة الثورة أن المستشفيات لا تزال في حالة جهوزية للتعامل مع الحالات الإسعافية الناجمة عن موجة الحر الأخيرة، سواء من خلال الكوادر الطبية المدربة أم التجهيزات المتوفرة والأدوية الإسعافية اللازمة، وذلك استناداً إلى التوجيهات المستمرة والمتابعة الدائمة.
وأوضح أن أبرز الحالات الصحية التي استقبلتها أقسام الإسعاف تمثلت في: آلام الصدر، حالات التوتر، ضيق النفس خاصةً لدى مرضى الربو، بعض حالات الإسهال، ارتفاع الحرارة العام مع الشعور بالوهن والقلق، مشيراً إلى أن الكوادر الطبية جرى توعيتها بكيفية التعامل مع ضربات الشمس وحالات الجفاف، بالتوازي مع نشر التوجيهات للمراجعين بضرورة: تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة، وحماية الرأس باستخدام القبعات والواقيات الشمسية، وارتداء النظارات الشمسية، والإكثار من شرب السوائل والإماهة الجيدة عند ارتفاع الحرارة، بالإضافة لتقليل المجهود البدني واستخدام الكمادات الباردة عند الحاجة، وتعزيز الأدوية والمستلزمات.
وبيّن د.كناني أنه تم تعزيز كميات الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بمعالجة الحالات المرتبطة بالحرارة، من إماهة وريدية وخافضات حرارة وشوارد، لاسيما في أقسام الإسعاف، مؤكداً أن دور الطوارئ والإسعاف يعد أساسياً في الاستجابة السريعة للحالات الحرجة والمتوسطة، كونه البوابة الأولى لاستقبال المرضى.
ولفت إلى أنه لم تسجل أي حالات وفاة أومضاعفات خطيرة مرتبطة بارتفاع الحرارة، إلا أن بعض المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم، ما زالوا أكثر عرضة للمضاعفات مقارنة بغيرهم.
خطة مستقبلية
وفيما يخص الاستعداد للمستقبل، أوضح كناني أن الخطة الموضوعة تشمل: تدريب فرق الطوارئ على التعامل مع الحالات المرتبطة بالتغيرات المناخية، تعزيز التثقيف المجتمعي للوقاية من مخاطر موجات الحر، ضمان الجهوزية الدائمة لقسم الإسعاف بالكوادر والتجهيزات اللازمة، وإعداد وسائل النقل الإسعافية بما يلزم، توفير الأدوية والمستلزمات الضرورية.
واختتم بالتأكيد أن الوقاية والوعي المجتمعي يشكلان خط الدفاع الأول في مواجهة موجات الحر، إلى جانب الجهود المستمرة للقطاع الصحي في الاستعداد والاستجابة السريعة.