“ضاحية قدسيا” بين تحديات الواقع الخدمي وآمال الدعم الحكومي خدمات متردية في السكن الشبابي ومساحات جرداء
الثورة – ماجدة إبراهيم:
في ظل ضغوط متزايدة على البنية التحتية وضيق الإمكانات المالية، يؤكد رئيس بلدية ضاحية قدسيا المهندس فائق الصواف أنّ ملف السكن الشبابي لا يزال أحد أبرز الهواجس الخدمية، ولاسيما بعد إعلان المؤسسة العامة للإسكان نيتها تسليم المساكن على حالتها الراهنة المتردية.
الصواف أوضح لـ”الثورة” أنّ شبكات الصرف الصحي في تلك المساكن تعاني من تصدعات واهتراء، فيما تبدو الطرقات والأطاريف في حالة إنشائية سيئة نتيجة ضعف التنفيذ السابق، مشيراً إلى أنّ وزارة الإسكان اعتبرت أنّ الإصلاحات ليست من أولوياتها في الوقت الراهن بحجة العجز المالي، الأمر الذي يعني تحميل الأعباء مباشرة على كاهل المواطنين.
استثمارات لتعويض النقص
وفي مواجهة هذا الواقع، تعمل البلدية- وفق ما أكده م. الصواف- على استثمار الأملاك العامة والمساحات المتاحة لتأمين موارد إضافية، سواء بتحويلها إلى مسطحات خضراء أو باستغلالها في مشاريع مؤقتة قابلة للإنهاء في أي وقت، وضرب مثلاً بمنطقة السفح الشرقي مقابل سوق التلال التي جرى استثمارها بما يدر عائدات جيدة انعكست على تحسين الخدمات.
كما أشار إلى وجود مساحات احتياطية أخرى جرى تخصيصها عبر عقود قصيرة الأمد، تعود إيراداتها لدعم موازنة البلدية وإصلاح الآليات الخدمية كسيارات القمامة والإطفاء.
المياه.. حلول محلية بجهود مشتركة
وفي ملف المياه، كشف م. الصواف أنّ البلدية أعادت، بالتعاون مع المجتمع المحلي، تأهيل ثلاث آبار ارتوازية كانت محفورة سابقاً، إذ جُهزت بمضخات وشبكات أنابيب وأُعيد وضعها في الخدمة، المياه المستخرجة تُستخدم حالياً في سقاية الحدائق وتزويد الأبراج السكنية المرتفعة التي يصعب وصول مياه الشرب إليها، إضافة إلى تزويد بعض القطاعات مثل قطاع الفيصل عبر صهاريج مخصصة، ورغم أنّ المياه الجوفية في المنطقة تحتوي على نسبة كلسية، إلا أنها تبقى صالحة للشرب والري.
الكهرباء والطاقة البديلة
أما على صعيد الكهرباء، فأكد م. الصواف أنّ الواقع الكهربائي سيشهد تحسناً ملحوظاً حالما تُلحَق الضاحية إدارياً بمدينة دمشق، وتُعامل معاملة أحياء العاصمة لا كمنطقة ريفية، مشيراً إلى أنّ أهالي الضاحية تقدموا بعريضة رسمية للمطالبة بضمّ منطقتهم إدارياً إلى المدينة.
في المقابل، تمكّنت البلدية من تشغيل 268 عمود إنارة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فيما تُجري حالياً مباحثات مع شركات متخصصة في الطاقة البديلة لتأمين وحدات إنارة تعمل على الطاقة الشمسية، بما يخفف من أعباء الشبكة العامة ويوفر إنارة مستدامة للشوارع الرئيسية.
ولم يُخفِ رئيس البلدية قلقه إزاء مشكلة الكلاب الشاردة التي باتت تشكل خطراً على الأطفال والكبار، معتبراً أنّ طرق المعالجة التقليدية- كالتسميم أو القتل- إما غير مجدية أو قد تثير انتقادات منظمات حقوق الحيوان، الأمر الذي يضع البلدية أمام إشكالية معقدة تحتاج إلى حلول متوازنة تراعي الجانب الإنساني ومتطلبات السلامة العامة.
دعوة لزيادة الدعم
وفي ختام حديثه، أعرب م. الصواف عن أمله في أن يحظى ملف الخدمات في ضاحية قدسيا بمزيد من الاهتمام الحكومي والدعم المالي، عبر زيادة حصة الضاحية من الموازنة العامة بما يتناسب مع توسعها العمراني وكثافتها السكانية، مؤكداً أنّ البلدية مستمرة في بذل أقصى جهودها رغم محدودية الإمكانات.