الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
قضى ثمانين عاماً في العطاء الأدبي، بين كاتب وقارئ، الأديب عبد الغني ملوك ولد في حمص عام 1944، حصل على إجازة الحقوق من جامعة دمشق 1987، وصل رصيده الأدبي لاثنتي عشرة رواية، نذكر منها “مجامر الروث، أحلام الذئاب، في قبو الدير، السوسن البري، أواخر الأيام.
التقت صحيفة الثورة الأديب والروائي عبد الغني ملوك ليحدثنا عن مسيرته الأدبية الحافلة:

– لديك مسيرة حافلة في الإنتاج الأدبي، أين وصلت الآن؟
لم أتوقف يوماً عن الكتابة، مؤخراً بدأت العمل على روايات جديدة، وخلال زيارتي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولقائي وزير ثقافتها، قمت بإهدائه بعض مؤلفاتي الروائية، فأبدى إعجابه بها، وبناء عليها منحني الإقامة الذهبية في دولة الامارات، متسائلاً لماذا لا أقوم بنشر أعمالي في دولتهم، لما يقدمونه من تشجيع ومكافآت للمبدعين والمتميزين.
– علاقتك بالعمل الأدبي علاقة شيقة حدثنا عنها؟
بدأت الكتابة في سن مبكرة، لا تتجاوز العشر سنوات، كنت شرهاً لقراءة الكتب، الموجودة في ذلك الوقت مثل: الزير سالم، وسيف ذي يزن، وغيرها من الأعمال الأدبية السائدة، لتصبح القراءة عادتي اليومية، كانت المدارس في تلك الحقبة، تدرس القرآن أربع ساعات يومياً، وستة ساعات بقية المواد، ما شكل حافزاً لدي، ونواة في مسيرتي الأديبة.
– صدر لك العديد من الأعمال الروائية التي اتسمت بالواقعية هل هي من وحي الخيال أم حكايات عشت تفاصيلها؟
كتبت أعمالي بخيوط الواقع، ونبض الناس، فنطقت آهات وأوجاع العامة، لإيماني أن الرواية رسالة وواجب على الروائي تقديمها بقالب قصصي، استخدمت في عملي أسلوب السهل الممتنع، ولغة بسيطة تصل لكل الشرائح، برغم تحفيز الخيال في أعمالي الروائية، لكن تبقى الواقعية أساس عملي، ركزت من خلاها على تفاصيل الحياة وآلام وأوجاع الناس.
– ما الخيوط التي تجمع عملك كمحامٍ يمارس القانون الجامد بالأديب الذي يمتلك شفافية وحدس يستشعر به هموم الناس؟
عملي كمحامٍ أمدني بأفكار رواياتي من حكايا الناس وانهيار الأخلاق والقيم، في زمن كثرت فيه الانتهازية، وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، وعقوق الوالدين، كان هدفي من رواياتي البحث في قضايا وهموم الناس وما يلامس حياتهم اليومية، ومكافحة الفساد، ساعدني في ذلك الوقت مستشار وزير الثقافة السوري الذي أثنى على عملي ووصف رواياتي بأنها ناقدة هادفة وبناءة، وطالب بتطبيق محتواها حيث أطرح المشكلة والحل، وقد لفتني تهافت جيل الشباب على اقتناء كتبي، وخصوصاً الطلاب المتمردين على الواقع، الرافضين للفساد بكافة أشكاله.

– نلمس في أعمالك جانباً فلسفياً ذا بعد نفسي، تدخل من خلال العمل إلى أعماق البطل وتكشف بواطنه، ما السبب برأيك؟
ركزت في كتاباتي على علم النفس، كونه يغوص في أغوار النفس البشرية، وعلى الروائي أن يكون ملماً بالموضوع الفلسفي السيكولوجي، كما عليه أن يكون إنسانياً، ونظرته شمولية للناس على اختلاف مشاربهم، ولا يتقيد بشكل محدد، كلما كان إنسانياً، كانت أعماله خالدة مثل بائعة الخبز، والبؤساء. خَلدت هذه الأعمال كاتبيها، فعملت على مراعاة الجانب الإنساني في أعمالي، وتوثيق اللحظة وتجسيد معاناة الناس وبؤسهم والفساد المستشري في المجتمع، فوقفت إلى جانب المظلوم في كل المراحل، ومن خلال عملي في القانون وصلت لنتيجة أن الرجل المتطرف لشيء خارج عن القانون ربما لا يكون بإرادته، وإنما ما تعرض له من ظلم المجتمع دفعه لذلك.
– كتبت مجموعتك القصصية “مرايا النهر” قصص واقعية مستمداً أفكارها من حياة الناس في مدينتك حمص بأسلوب ممتع حدثنا عن هذه التجربة؟
“مرايا النهر” مجموعة قصصية واقعية تجمع بين الرواية والمجموعة القصصية يرويها محام عاش أحداثها من خلال لقاءاته مع أبطال القصص في مكتبه.