“رؤى وأقلام” تعزيز المواهب الشابة ثقافياً.. نتاج وطني ..قصي الطبل لـ” الثورة”: الصوت الحق والفكر الحر هما سلاحنا
الثورة – رانيا حكمت صقر:
في قلب كل مجتمع نابض بالحياة، تكمن قوة المستقبل في طاقات شبابه ومواهبهم التي تحتاج إلى رعاية حقيقية وتمكين مستمر لصقلها وتحويلها إلى إبداعات تحكي واقع الوطن وتعبر عن آماله.
تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع رابطة أدباء سوريا، جاء اللقاء الثقافي الأخير في المركز الثقافي بالمزة ليؤكد هذه الأهمية، أُقيمت فعالية قصصية بعنوان “رؤى وأقلام”، جمعت مجموعة من الأدباء والمثقفين للاحتفاء بالمواهب الشابة، وأعادت الحياة إلى الحراك الثقافي الذي يدعم الإبداع ويرسخ حب الوطن من خلال القلم والكلمة.
في البداية، عبّر رئيس مجلس رابطة أدباء سوريا المهندس قصي الطبل لصحيفة الثورة عن اعتزازه بهذا اللقاء، الذي يرى فيه إعادة إحياء لثقافة الشباب بعد سقوط الطاغية، مشيراً إلى أن الصوت الحق والفكر الحر هما سلاحنا لبناء مجتمع جديد قادر على العطاء المستمر.
وأضاف: إن معركة البناء الثقافي لا تقل أهمية عن معركة التحرير، وإن الحرف والكلمة هما الحصن الذي يحمي النصر ويصون وعي الأجيال القادمة.
وتحت إشراف الناقد والكاتب عبد الله النفاخ، أُتيحت الفرصة لمجموعة من المواهب الشابة لتقديم نصوص متنوعة من حيث المضمون والأداء، مؤكداً أهمية الإلقاء وتأثيره الكبير في تحريك مشاعر المتلقي، مع التنويه بضرورة العمل على تحسين النطق وتقليل الأخطاء النحوية لما لها من تأثير مباشر على جودة النص وتوصيل رسالته إلى الجمهور.
شاركت مسؤولة العلاقات العامة في الرابطة الكاتبة مؤمنة محمود، بقصة رمزية بعنوان “قصة طفل لا يجيد الصمت”، جسدت من خلالها واقع الأحلام المكبوتة في ظل النظام البائد، حيث قالت: “في وطن كانت الأحلام فيه تُعامل كجرائم، كان هناك طفل صغير يحاول أن يحلم” وهو تعبير صادق عن نبض الحياة والحنين إلى الحرية.
كما قدمت هبة أبو العيال قصة قصيرة بعنوان “عمة القاضي”، التي حملت بين طياتها مشاعر الحزن والأمل، إذ تقول “تبدّلت نظرات رقيّة الصّغيرة وهي تطالعني وأنا أسرد عليها قصة اجتماعي بوالدها، وقالت بصوت فرح يغالبه النّعاس: إذاً يا أمّي وما علاقة نبات الصّبار الّذي تولينه اهتمامكِ ويحبّه والدي بكما؟ تقصدين عمّة القاضي! كان هديّةً منه لي في خطوبتنا يا حلوتي، لأنّه ينتجُ زهرة جميلة بعد عامٍ كاملٍ من القحط.
فيما أبهرنا إلقاء الطفلة لين مصطفى ليكون ختامها مسك، الطفلة ذات العشر سنوات، بأدائها الشعري المفعم بالثقة، مقلدة أعظم الشعراء مثل “مثلث قطرب، قيس ابن الملوح وأحمد مطر”، لتؤكد أن الجيل القادم يحمل في جعبته كنوزاً من الإبداع، ويستحق الدعم والتوجيه ليترك بصمته الواضحة في مشهد الثقافة الوطنية.
خلاصة القول: الفعالية شكلت لوحة حية من إبداع شبابنا، فدعم المواهب أمانة تقع على عاتق المؤسسات الرسمية والثقافية، وضرورة إتاحة الفرص لإبراز الأصوات الجديدة التي سترسم المستقبل الثقافي والفكري لوطننا العزيز، فبتوجيه واحتضان وزارة الثقافة ورابطة الأدباء، يمكن لكل موهبة أن تزهر وتثمر.