في خطوة ثانية ومهمة للغاية، حيث لاتقل أهميتها عن سابقتها الأولى، عبر تدخل المؤسسة السورية للتجارة لاستجرار محصول البندورة من المزارعين مباشرة من عدة مناطق في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وبسعر مناسب للتخفيف من حلقات الوساطة بين الفلاح والمستهلك من جهة، وكسر ارتفاع سعر هذه المادة في السوق المحلية من جهة أخرى.
إذ يسجل للسورية للتجارة هذا الحضور والتدخل الإيجابي الذي بدا ضرورياً في عمليات تسويق العديد من المحاصيل الزراعية المهمة والأساسية في منظومة العمل الزراعي، من خلال مايعكسه هذا التدخل من صدى إيجابي ونتائج لدى كثير من مزارعي هذه المحاصيل ولو بدرجات نسبية متباينة من هذا الصدى بشكل أو بآخر.
فبعد التدخل في تسويق موسم الحمضيات لأصناف مهمة من المحصول، لتجنب أكبر قدر من الخسائر في تدني سعره للفلاح لصالح تاجر ووسيط وصلت عمولته حتى 7 بالمئة، تستكمل خطوات التدخل لتسويق محاصيل زراعية أخرى، ولتصل هذه المحاصيل إلى منافذ صالات السورية للتجارة، حيث تمت زيارة المزارعين وأصحاب البيوت البلاستيكية، والاتفاق معهم على استجرار كامل المحصول دون تحميلهم أي تكاليف وأعباء من هذا الاستجرار، وبسعر مناسب للمزارع وللمستهلك أيضاً.
كما أن المهم في هذا التدخل وفي تسويق هذه المحاصيل هو غياب دور الوسيط، فالتسويق من الحقل إلى المستهلك، إذ تلعب حلقة الوسيط دوراً سلبياً بالنسبة للفلاح في عملية تسويق أي محصول، حيث تحقيق الأرباح لمصلحة وسيط وتاجر، وعلى حساب جهد وتعب الفلاح، ومواجهته كثيراً من الصعوبات وتحديات تكلفة الاهتمام بحقله الباهظة، ليجد نفسه خاسراً ومرهوناً بظروف أقسى وأصعب، حيث الأسعار غير مجزية له، مقارنة بمجهوده وتكلفة المحصول بشكل عام.
ولتحقيق الهدف المطلوب وأفضل النتائج من خطوات هذا التدخل، تبدو المتابعة الميدانية المستمرة والإشراف المباشر على جميع مراحل تسويق هذه المخاصيل أمراً ضرورياً جداً من قبل المعنيين بالأمر، والاطلاع على ماقد يحدث من مشاكل وصعوبات، وحلها ما أمكن ذلك. إضافة للتقييم المدروس لكل مايتعلق بهذه الخطوات، بما يحقق الاهتمام بالكثير من المحاصيل الاستراتيجية، ومصلحة الفلاح، ويعكس مزيداً من الاهتمام به كونه الأساس في العمل الزراعي، وأرضه عماد الاقتصاد والتنمية.
حديث الناس- مريم إبراهيم