الحرفيون، ومن خلال آلاف المهن التي يعملون بها، والعمال والمحامون والأطباء والصيادلة والمعلمون والصحفيون والفنانون.. وصولاً إلى قرابة أربعين نقابة ومنظمة واتحاداً ، ينضوي تحت مظلتها أكثر من 80 % من أطياف المجتمع السوري، تشكل المجتمع الأهلي السوري العريق ذوالتأثير والنفوذ الكبير.
لكن السؤال الكبير والواسع: أين تلك النقابات والمنظمات من الظروف الصعبة التي تمر على البلاد والعباد؟!! وأين أنتم مما يقوم من تحولات بنيوية وجذرية في التركيبة الاقتصادية والاجتماعية في سورية؟! من خلال تغيير بنية وشكل الدعم الذي ميز سورية على مدار العقود السابقة ولم يتغير حتى في عز نهج اقتصاد السوق الاجتماعي، والسؤال الأخير: أين أنتم من الطرح المباشر الموجه إليكم حول معايير الحصول على الدعم من عدمه.
سأتقمص “محامي الشيطان”، وهذا طرح ومصطلح مجازي، فالشيطان الأساسي هو هذا الظرف الذي أوصلنا إليه الإرهاب وحربنا عليه.
أيها الإخوة الحكومة وفرق عملها تجهد وتجتهد، وهي تصيب وتخطئ في محاولات لإدارة موارد أعدمتها الحرب، الأمر الذي أدخلها في محظورات وتطرف اقتصادي واجتماعي لتحقيق معادلة بآلاف المجاهيل.
نعود إلى السؤال المكرر: أين النقابات والمنظمات والاتحادت؟!! أليست هي المجتمع الأهلي الهائل في سورية؟! هل يجوز أن يبقى هذا المجتمع الأهلي المنظم والمؤثر خارج دائرة كل ما يجري وخارج كل ما يتم تقديمه من طروحات حكومية حول الدعم وغير الدعم؟
والغريب أن الطرح الحكومي استهدف بعض المهن بشكل مباشر مثل الأطباء والمحامين…إلخ، وسار الأمر وكأن شيئاً لم يكن.
أليست عقابيل تلك الخطوات ستنال من أعضاء هذه النقابات التي تمثل 80 % من المجتمع السوري إن لم نقل أكثر.
حقيقة يملك المجتمع الأهلي السوري تنظيمات أهلية ونقابية كبيرة بعقول أعضائها، وغنية بمقدراتها لكنها معطلة ولا دور لها في الحياة العامة السورية، وتعمل وفق نظرية “خليها تجي من غيري”.
يا أخي الحكومة اجتهدت وقدمت سيناريوهات للدعم وسربتها أو تسربت للإعلام، واجتهد كذلك الأمر إعلاميون، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالقصة، لكن الواضح هو غياب المجتمع الأهلي السوري في تقديم وجهات نظر مسؤولة حول الدراسة المتعلقة بالدعم التي قدمتها الحكومة.
القصة لايجب الاستهانة بها لأن الآثار غير المباشرة ستنال من كل المجتمع والطبيب والمحامي الذي سترتفع عليه أعباء الحياة سيرفع قيمة خدماته علينا.. وقس على ذلك.
على الملأ -مرشد ملوك