“عام متعب وصعب”… عبارة يلخصها جلّ الشارع السوري لوصف العام 2021 الذي شارف على الانتهاء ولا يزال ونحن في الأيام الأولى لشهره الأخير ننام ونصحى على قرارات وتوجهات وتسريبات تخص قضايا حياتية هامة للناس يضعها معظمهم في خانة الضغط المعيشي المتزايد ويراها صاحب القرار ضرورية لإدارة ملفات اقتصادية عديدة في ظل القلة في الموارد المتاحة حسب زعمهم.
ولأن القرارات الأخيرة وخاصة المتعلقة بإعادة توزيع الدعم وما تسوقه الجهات المعنية من مسوغات توجهاتها كارتفاع فاتورة الدعم من جراء استفادة من يستحق ومن لا يستحق منه هي الأكثر تأثيراً في الناس لأنها تلامس بشكل مباشر لقمة العيش وتتجاوز ما كان يدرج لسنوات طويلة تحت مسمى الحماية الاجتماعية لشرائح محدودة الدخل، وتزامن كل ذلك مع تردٍّ غير مسبوق بمستوى وجودة مختلف الخدمات من كهرباء ونقل واتصالات وصولاً لمياه الشرب، جعل حلقة الضغط المعيشي تضيق على الناس وترفع من وتيرة الانتقاد والاتهام للجهات التنفيذية لضيق الأفق في البحث عن مخارج لأزمات وقضايا وملفات تراوح مكانها منذ سنوات بانتظار المعالجة والحل، وعند السير بهذا الحل يكون على حساب المواطن على صيغة قرارات صادمة وتحمل عشرات الأسئلة والاستفسارات عن مبررات وسرعة وتوقيت اتخاذها من دون الإحاطة بمنعكساتها على معيشة الناس.
ومع حالة الارتياح التي يروج لها أصحاب القرار بأن قراراتهم وإجراءاتهم مدروسة وتصب في صالح المواطن يبرز أحد الأسئلة أو الأحجية التي يعجز الناس فعلاً عن فهمها ومنها: لماذا لا تحظى مطالبهم بزيادة الرواتب والأجور التي تكاد تتلاشى أمام تسونامي الغلاء الطاغي في الأسواق بذات الأولوية والسرعة لدى أعضاء اللجنة الاقتصادية المصدرة للقرارات وتوضع على لائحة التريث والدراسة والتمحيص رغم أنها حاجة ومطلب ملح للناس؟.
حيز التفاؤل الذي يفترض أن يسود لدى أي انسان مع دخول عام جديد يأمل فيه حدوث انفراجات لمشاكله وأزماته لايبدو متاحاً لدى المواطن السوري مع كل المعطيات والمؤشرات التي تدل على استمرار ملفات كثيرة متعلقة بحياته من حلول وأن بساط الدعم يسحب رويداً رويداً من تحته وبات يقترب من مواد ومنتجات لم يتوقع الاقتراب منها كالدواء والتعليم والصحة بعد خرق الخط الأحمر للخبز ولكن ورغم كل ماتقدم فإن الإنسان أيضاً يبقى محكوماً بالأمل لحدوث مفاجأة سارة تخفف بعضاً من تعب سنين طويلة.
الكنز -هناء ديب