عادت الحياة إلى صالة الفيحاء، إحدى أهم منشآتنا الرياضية الحضارية العصرية، بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات، وفي هذه العودة عادت إلى ذاكرتنا صولات وجولات لمنتخباتنا الوطنية بكرة السلة ولأنديتنا أيضاً، فكثيرة هي الدورات التي استضافتها هذه الصالة بكرة السلة، وإلى جانبها بطولات بكرتي اليد والطائرة، فهي صالة أو قصر رياضي متعدد الخدمات ولمختلف الألعاب هكذا كانت وهكذا ستعود، وأهم من هذا البنيان والجدران المزخرفة والسقوف المزركشة والتجهيزات الحضارية، نقول أهم من ذلك السماح لمنتخباتنا بكرة السلة أن تلعب في أرضها، وهذا أهم المكاسب على الإطلاق إلى جانب الجمهور، وكما نعلم فإن الأرض والجمهور أمران حاسمان في التنافسات الرياضية، وقد بدأنا نشعر باستعادة العافية وبمقدمات فك الحصار الرياضي بالشكل الكامل، والشكر للجهود المبذولة التي حركت هذا الملف وسعت لتمر الغيوم عن سماء صالاتنا الرياضية، ولكل من كان له دور في هذا الإنجاز الذي يعتبر بداية انطلاق لمنافسات عربية وآسيوية عادلة لمنتخباتنا، وليست ظالمة كما كانت قبل عشر سنوات حتى افتتاح مباراتنا مع كازاخستان التي وإن خسرها منتخبنا، فهذا أمر طبيعي في الرياضة، وخاصة كرة السلة، إما الفوز وإما الخسارة ، لكن نؤكد أن منتخب كازاخستان كان فال خير علينا،إذ كان له شرف أنه أول من لعب في صالاتنا، بعد السماح لسلتنا بالعودة إلى أرضها مستضيفة ومنافسة ومنظمة للآتي من الدورات والبطولات الكثيرة.
كلنا أمل أن يحذو اتحاد كرة القدم حذو اتحاد السلة، ويفتح ملف السماح لمنتخباتنا وفرقنا بالمنافسة العربية والقارية والآسيوية في ملاعبنا وبين جماهيرنا، فسورية كانت ومازالت بلد المحبة والسلام والأمان، وملاعبها وصالاتها اشتاقت إلى فرسانها الرياضيين، ونطمح لنراهم يتنافسون فوق عشب ملاعبنا الأخضر.
ما بين السطور -عبير يوسف علي