ليس من السهل أن تفهم ما يجري داخل كواليس كرتنا، ولا أن تبرر قرارات تأتي في توقيت يثير الأسئلة أكثر مما يقدم الإجابات، فحين يبدل مدرب منتخب بعد إنجازه المطلوب وتأهله إلى النهائيات، ومع بقاء أقل من شهر على الاستحقاق القادم، يصبح من حق الشارع الكروي أن يتساءل: لماذا الآن؟ ولمصلحة من؟ ماهر البحري جاء في ظروف يعرفها الجميع، واستلم المهمة وسط ضغوط وتحديات، لكنه أنجز، وفاز، وحقق التأهل الذي طال انتظاره، ورغم ذلك، وجد نفسه خارج الصورة في لحظة لا تحتمل التغيير.
الأنباء التي تم تداولها عن تعيين مدرب جديد للمنتخب الأولمبي لم تنف حتى اللحظة، وهو ما يعزز فرضيتين: إما أن الخلاف مع البحري كان إدارياً أو شخصياً، أو أن القناعة بأدائه لم تكن مكتملة وفي الحالتين، تبقى الحقيقة غامضة، وخصوصاً حين يتقاطع القرار مع حملات إلكترونية وضغوط عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت للأسف تلعب دور “الاتحاد الموازي” في تعيين أو إقالة أي مدرب.
نحن لا نقف ضد أي اسم ولا نصطف مع أحد، لكننا ندعو إلى احترام التوقيت والعقلانية في اتخاذ القرار، فالتغيير قبل البطولة بأسابيع قليلة لا يمكن أن يكون إصلاحاً ما لم يرافقه مشروع واضح ورؤية تحضيرية تليق بمنتخب يمثل مستقبل كرة القدم السورية.
إذا كان الهدف التطوير فمرحباً بالتغيير، أما إن كان القرار نتيجة خلاف أو ضجيج إعلامي، فحينها سيكون التغيير تبريراً لا تطويراً، وسيكون مغامرة غير محسوبة إذا لم يحكمها العقل والمنطق، والأيام القادمة والنتائج ستحكم على هذه الخطوة هل كانت بداية جديدة أم فصلاً آخر من الفوضى المزمنة؟ نحن تعودنا أيام النظام المخلوع أن يقال المدرب في توقيت غير صحيح، وأن يعين مدرب قبل الاستحقاقات بأيام، وعلى مايبدو أن هناك من الناس يشبهون حليمة التي لاتزال على عادتها القديمة!!.