التحذير لا يكفي

في زحمة التصريحات والآراء الكثيرة المتداولة في الأيام الأخيرة حول ما يحصل في الأسواق من غليان بالأسعار فاق كل قدرة للمواطنين للتعامل معها يكاد يتفق الغالبية بأن غياب تعدد مصادر الاستيراد وخاصة للمواد الأساسية والاحتكار الممارس من التجار والمنتجين للمواد يشكل نسبة لا يستهان بها من حالة الفوضى والفلتان السعري الحاصل بالأسواق إضافة لضعف الرقابة عليها.

ومع العرف التجاري المتبع لدينا من سنوات فإن التحضير لأي موسم يستدعي زيادة الطلب من المستهلكين على مواد بعينها غذائية واستهلاكية وألبسة كما الوضع الذي يسبق شهر رمضان والأعياد يدفع التجار والمستوردين لتعبئة مخازنهم بتلك المواد قبل شهرين أو ثلاثة أشهر فإن الكفة تميل لحالة احتكار تمارس بالوضع الحالي من قبل كبار التجار ضخ المواد الموجودة لديهم بالقطارة بالسوق، ومن ثم طرحها عند زيادة الطلب ما يعني فرض السعر الأعلى الذي يحقق لهم أعلى قدر من المكاسب ضاربين عرض الحائط بكل القيم والأخلاق التجارية أو حتى تقدير وضع وظرف البلد ومعاناة الناس.

من هنا فإن مطالبة الحكومة أمس الوزارات المعنية بتشديد الرقابة على الأسواق ومنع الاحتكار وما تلا ذلك من كلام تحذيري شديد لوزير التجارة الداخلية للتجار المحتكرين للمواد بأن الوزارة ستصادر كل مادة يتم احتكارها لرفع سعرها وستوزع عبر السورية للتجارة بأسعار زهيدة ولا وجود لاسم فوق القانون، ولكنه سيبقى دون أثر إن لم يترافق بإجراءات عملية وتلمس أثر ونتائج مباشرة سريعة وليس أقله هنا المباشرة فوراً بإطلاق حملة واسعة تتكاتف فيها الجهود كافة لضبط السوق ومداهمة المستودعات الكثيرة المنتشرة في مختلف المحافظات والمليئة بالمواد والسلع ولاسيما الأساسية منها وبالأغلب هي معروفة وتحتاج لجرأة وقرار دخولها ومصادرة مافيها والمحاسبة الشديدة لأصحابها وبالتوازي مع ذلك لابد من العمل على دعم العملية الإنتاجية وعمادها هنا الزراعة فعلاً لا تصريحات فقط لأن توفر المنتج المحلي وحده القادر على خلق حالة من التوازن بالسوق وخاصة على صعيد الأسعار.

الكنز- هناء ديب

آخر الأخبار
"أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج... ضربات الشمس تحت السيطرة.. وقطاع الإسعاف في خط الدفاع "ضاحية قدسيا" بين تحديات الواقع الخدمي وآمال الدعم الحكومي  خدمات متردية في السكن الشبابي ومساحا... من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. فرح أورفلي: صوتنا حق ثائر في زمن القمع استنزاف خطير للمياه الجوفية.. والمسألة تحتاج لتدخل عاجل  أغاني الثورة والحرية والتراث.. تختتم "مهرجان الشمس"