الثورة – فؤاد مسعد:
تميّز بقدرته على التلوّن وتقديم حالات مختلفة عبر الشخصيات التي جسدها، فحفر لنفسه مكاناً بارزاً في الصفوف المتقدمة من خلال قوة حضوره وحرصه على التنوع وقدرته على الإقناع فيما يقدم من أدوار، إنه الفنان لجين اسماعيل الذي أدى مؤخراً إحدى الشخصيات الأساسية في عشارية درامية بعنوان (وثيقة شرف) إخراج باسم السلكا، سيناريو عثمان جحا ومؤيد النابلسي، فكان أحد الشبان الأربعة الذين جمعتهم صداقة قوية وصلت إلى حد توقيع وثيقة يتعهدون فيها على عدم خيانة بعضهم البعض، حول خصوصية شخصية عفيف التي جسدها في العمل يقول: (يمتلك عفيف مفرداته الخاصة إن كان عبر المظهر الخارجي أو تفاصيله ونفسيته وعوالمه الداخلية، فيعيش صراعاً قوياً بين العادات والتقاليد من جهة وبين أفكاره من جهة أخرى، هو صراع حقيقي يدور في أفكاره حول ما الذي عليه فعله أو عدم فعله) ويؤكد أن هذا التناقض الإنساني هو ما شده فعلاً للشخصية والذي يظهر بشكل مُكثف، فهو يحب هذا النوع من الدراما، وتمنى أن تصل الشخصية إلى الناس وتنال الإعجاب المُرتجى.
ويشير إلى أن الخماسيات والعشاريات أعمال تحمل الكثير من التكثيف والاختزال ما يجعلها تمتلك القدرة على جذب المشاهد، أما حول ما تُتهم به عادة هذه الأعمال بأن غالبيتها يذهب باتجاه التغريب عن الواقع حيث لا بيئة ولا هوية لكي تتناسب مع أي مجتمع يمكن يراها عبر الأنترنت، يقول: منذ البداية كان الحرص واضحاً ليكون هناك ما هو سوري حقيقي في “وثيقة شرف” وليظهر هذا الأمر بشكل لائق، ومما لا شك فيه أن مجتمعنا فيه الكثير من القيم والمكسب معنا عندما نسلط الضوء عليها، وحاولنا فعل ذلك في العشارية عبر تناول جانب من الجوانب الموجودة في المجتمع، فالأصدقاء الأربعة خرجوا من حارات هذا المجتمع الأمر الذي جعلهم حقيقيين وقريبين من الناس.
وفيما يتعلق بالسينما فمن المنتظر عرض الفيلم الروائي الطويل (حكاية في دمشق) الذي شارك فيه، وهو من إخراج أحمد ابراهيم أحمد وسيناريو سماح القتال وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وكان اللافت فيه قبل التصوير أن المخرج حرص على إنجاز بروفات طاولة مع الممثلين، حول ذلك يقول الفنان لجين اسماعيل: (كانت مفيدة جداً خاصة فيما يتعلق بالحوار حول التفاصيل والاقتراحات، وأرى أنه من الأهمية بمكان أن تكون فترة التحضير جيدة ومُشبعة للممثل لأنه عندما يبدأ التصوير تكون الأمور أمامه واضحة بشكل كامل، وعادة يكون لدى الممثل مجموعة من الاقتراحات فمن الجيد أن يحدث اتفاق مع المخرج حول آلية سير الشخصية وفي أي توجه ستذهب)، وعن خصوصية الشخصية التي قدمها في الفيلم يقول: الشخصية تشبه الشخصيات التي نراها في المجتمع، وقد مرت بالعديد من الظروف القاسية التي دفعتها لعيش مجموعة من التناقضات والصراعات الواضحة جداً لدرجة الوصول إلى حالة من التشتت والضياع ومحاولة البحث عن هدف في الحياة، وبالتالي المنحى النفسي والانساني فيها كان واضحاً ما جعلني أحب الدور، أضف إلى ذلك أن علاقته بالشخصيات الأخرى كانت تحمل خصوصيتها فهي لا تشبه أي علاقة أخرى، إن كان مع علاقته مع عمه التي كان فيها قسوة وغرابة أو مع لينا الفتاة التي كان يراها في الحارة.