الثورة – تحقيق – محمود إبراهيم:
مخصصات الغاز لا تكفي وزيادة ساعات تقنين الكهرباء قصرت ساعات عملنا والضرائب السنوية ارتفعت ثلاثة أضعاف وحجم الزبائن لم يعد كسابق عهده..
هذا هو لسان حال معظم أصحاب مطاعم الفلافل الشعبية في طرطوس الذين انضموا هم أيضاً إلى قافلة المشتكين من الوضع الراهن والمتشائمين من مستقبل مهنتهم القريب إذ ما بقيت الأمور تجري على وتيرتها الحالية.
جولة للثورة …
ففي جولة لها ضمن مدينة طرطوس شملت عدداً من محال بيع الفلافل التي يرتادها عادة الطلاب والموظفون وغيرهم ومن خلال لقائها بأصحاب هذه المحال لمسنا مدى ما يواجهه هؤلاء من متاعب في سبيل استمرار مهنتهم بوصفها مصدر رزقهم.
بداية من مخصصات الغاز التي اعتبرها معظمهم مجحفة بحقهم ولا تكاد تغطي سوى جزء يسير من حاجتهم لها ما يضطرهم لشراء الغاز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة تتراوح ما بين ١٢٥٠٠٠ ل.س إلى ١٥٠٠٠٠ ل.س للاسطوانة الصناعية الواحدة.
غاز حر .. شبه كهرباء
فلولا الغاز( الحر) كما يسمونه لكنا أغلقنا محالنا من زمن بعيد هكذا علق بعضهم ساخرين.
أما بالنسبة للكهرباء ومدة انقطاعها الطويل أوضح أصحاب المحال أن طول مدة القطع والتي هي (5 ساعات) اضطرتهم إلى تقليص ساعات العمل تماشياً مع حجم الوجبات المعدة للقلي مسبقاً وهي بطبيعة الحال أضحت صغيرة لأن إعداد كمية كبيرة منها يحتاج إلى برادات كي لا تتلف وهذا الأمر مستحيل حالياً في ظل هكذا تقنين كهربائي.
أما أسعار المواد الغذائية التي تدخل في صلب هذه المهنة من حمص وزيت وطحينية وخبز سياحي وبهارات فهي في ارتفاع مستمر عدا ذلك المستلزمات الأخرى كأكياس النايلون والورق والمواد التي تتطلب تحقيق الشروط الصحية من قفازات مطاطية والكمامات الطبية وسوائل التعقيم فأسعار هذه المواد جميعاً بارتفاع مستمر.
ضريبة مركبة
حتى هنا لم تكن المعاناة التى أفضى لنا بها هؤلاء تخرج عن مجمل ما يعانيه معظم الناس في شؤون حياتهم اليومية ولكن وبسؤالهم عن الضريبة السنوية (المالية) المستحقة عليهم تبين أنهم يرونها مجحفة بحقهم وتبدو وكأن دوائر المالية تقاسمهم رزقهم وتعبهم، وهي ليست عادلة، وهنا يتساءل هؤلاء: كيف يمكن أن ترتفع الضريبة خلال سنة واحدة إلى ثلاثة أضعاف وأكثر من دون مراعاة ظروفنا الحالية وكيف لنا أن نستمر في عملنا وسعر منتجنا الأخير لم يتغير ما لم نأخذ بالحسبان طبعاً قدرة المواطن الشرائية والتي هي أيضاً تتجه من سيئ إلى أسوأ.
شكوى محقة .. مطالب مشروعة
منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي باتحاد الحرفيين ورئيس مكتب الثقافة والنشر والإعلام أكد أحقية كل ما تقدم به أصحاب مطاعم الفلافل سواء من حيث كمية الغاز غير الكافية والتي في كثير من الأحيان لا يحصلون عليها كاملة، والضرائب الجديدة التي زادت خلال سنة واحدة عن الثلاثة أضعاف معتبراً أنه من الضرورة أن يتم إيجاد سياسة ضريبية جديدة تكون عادلة ومقبولة بخلاف السياسة المتبعة حالياً فالأعباء الاقتصادية تفرض ذاتها والمواطن في المحصلة هو من سيدفع الثمن.