في الوقت الذي يواصل فيه الأميركي والتركي تصعيدهما في الشمال السوري، يأتي العدوان الإسرائيلي ليستكمل حلقات مسلسل التصعيد الذي لا يخرج في أبعاده وأهدافه عن سياقات التصعيد الأميركية في المنطقة والعالم، ولا عن المحاولات والنوايا الإسرائيلية لتفجير المشهد على نحو يحاكي السيناريوهات الصهيوأميركية للذهاب بالأمور بعيداً نحو حافة الهاوية.
من العمق، يبدو واضحاً أن المشهد الإقليمي والدولي في طريقه للانفجار وفي أي لحظة، في ضوء السباق المعلن بين تصريحات وأجندات أميركية وغربية، وقرارات وخطط إسرائيلية جاهزة تُسرع الخطى نحو التفجير في سياق البحث والانهماك الأميركي عن حلول إسعافية عاجلة لخروج الأمور عن السيطرة والقطبية الأميركية، لاسيما وأن التخبط والعجز عن تغيير الواقع بات السمة الأبرز لسياسات البيت الأبيض خلال المرحلة الماضية برمتها، حيث اليقين بالهزيمة وفقدان الهيمنة على العالم قد أضحى كابوساً يقض مضاجع الدولة العميقة في الولايات المتحدة.
صحيح أن أطراف الإرهاب تمتلك قدراً كبيراً من الحماقة والتهور، لكنها بالمقابل قد لا تمتلك قدراً كافياً من الشجاعة والجرأة للانتقال إلى مرحلة المواجهة الشاملة لأنها تدرك جيداً حجم الأثمان والتكاليف الباهظة التي سوف تدفعها في كل مكان تتواجد فيه، خصوصاً وأنها باتت تواجه تحالفاً واسعاً من الدول المقاومة والرافضة والمناهضة لمشاريعها وخططها الاستعمارية، لاسيما في ظل الترابط والتشابك الجيوسياسي والاستراتيجي لملفات وقضايا المنطقة والعالم.
المؤكد أنه إذا حافظت واشنطن وشركاؤها في الإرهاب والعدوان على هذا الزخم الهستيري والجنوني من العبث، فإن المشهد يتجه لا محالة نحو الانفجار وفي أي لحظة، مع الانتباه والتنبه جيداً إلى أنه سوف يستحيل بعد تلك اللحظة التنبؤ بردات الأفعال وتداعيات وارتدادات هذا الهوس وعلى كل الجبهات التي سوف تشتعل في النيران بشكل دراماتيكي سريع.
من نبض الحدث-فؤاد الوادي