ربما يستهجن البعض الحديث عن الفرح وما يتركه في النفس من آثار إيجابية تنطلق بنا نحو عالم من التفاؤل والتطلع نحو مستقبل نرجوه أن يكون مشرقا، وربما قال البعض أي فرح وسط هذه الظروف والضغوط التي أثقلت كاهل الإنسان وناء بأعبائها كل فرد فينا” حروب، كوارث، أوبئة، حصار اقتصادي وفساد ..” حتى أصبح شعورنا بالفرح شحيحا أو يكاد ينعدم.
والحقيقة أننا ورغم التحديات الكبيرة، لابد أن نتبع نورا ينبثق من أرواحنا ننبش عنه في خبايا النفس وثنايا اللاشعور و تحت عباءة الأحزان والانكسارات، لننتهج نهجا جديدا عنوانه الأمل والفرح، نتمسك بمكوناته وما يملي علينا من سلوكات لمواجهة كل ما من شأنه أن يعيق مسيرة الحياة، ومحاولة البداية من جديد وعدم الاستسلام لواقع شديد الضغط علينا، هذا كله يجب أن نحاكي العقل فيه، ولا ندع لليأس أن يتغلغل ويترسخ في داخلنا، بل التوجه إلى ثقافة الفرح والتفاؤل، والبداية لاشك تكون من الرضا والقناعة، فلا مكان للفرح مع التذمر والنقمة والحقد.
الفلاسفة والمفكرون توقفوا مليا عند ثقافة الفرح، وكيف يستطيع الإنسان اكتساب القدرة والقوة لإخراج النفس من كينونتها وعزلتها وسوداويتها إلى عالم الفرح الأرحب، وقد عبروا عن ذلك بكلمات كثيرة تناثرت في كتبهم ومؤلفاتهم في محاولة منهم رسم خطى جديدة على دروب الحياة لتكون منهجا نسلكه وقناعة نتمثلها، كقول أحدهم” منظومة الجمال ترتكز على مشاعر الفرح” ومقولة شاعرنا الشهيرة” ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”.
واليوم إذ تطل علينا الأعياد في دعوة مجانية للشعور بالفرح، لابد أن نستثمرها في لقاء الأصدقاء والأقارب ومشاركتهم تلك اللحظات الهاربة من كآبة الظروف وقسوتها، فتكون لنا زادا ومعينا على مقاومة هموم الحياة ومنغصاتها.
ولنبحث عن الفرح في قطعة موسيقية هادئة، وفي ابتسامة طفل، وفي لحظات شكر لله عرفانا بفضله على ما منحنا إياه من نعم وخيرات، ولنشعل الشموع قبل لعن الظلام، وقبل كل شيء فلنتقن ثقافة الفرح.
كل عام والجميع بألف خير
رؤية – فاتن أحمد دعبول: