يبدو أن الخلل البنيوي في الفهم والتركيب العقلي والاستراتيجيات التي تحكم الكثير من دول العالم مازال كبيرا بل إنه يزداد اتساعا ولم تنفعه دروس التاريخ وما جرى فيه على الرغم من عظم المآسي التي حدثت بفعل حماقات وأطماع هذه الدول.
فالقرن العشرون كما تشير الدراسات كان الأكثر فظاعة فيما جرى فيه من حروب ونزاعات وضحايا بشرية.. ومع ذلك لم يكن هذا درسا ولا عظة للدول الاستعمارية التي مازالت تفكر بالطريقة نفسها وان غيرت أساليب عدوانها..
في المشهد اليوم تظهر الولايات المتحدة على رأس قائمة من يعمل دائما على شن الحروب وإشعال الفتن وهي التي جربت واستخدمت السلاح النووي في القرن الماضي .
تعمل واشنطن وتظن انها غير مكشوفة على توتير الأجواء قرب حدود الاتحاد الروسي وتزج بالكثير من الخبراء العسكريين الأميركيين كما تشير التقارير ليكونوا في صفوف الجيش الأوكراني.. ولم تقف عند هذا الحد بل عملت على تزويد أوكرانيا بالسلاح الكيماوي كما تحدثت الكثير من المصادر..
عوامل إشعال الحرب في هذه المنطقة الحساسة ليست الا محاولة يائسة للضغط على موسكو ولكن العقل الروسي الهاديء والقادر على تفكيك الألغام يحول دون ذلك.
هذا كما عبر عنه الرئيس بوتين ليس ضعفا ابدا إنما العمل بحكمة وروية وثمة خطوط حمراء لايمكن السماح لاي تحالف في العالم أن يتجاوزها لأنها تعني تهديدا للوجود.
رسالة يجب أن يفهمها هؤلاء المسعورون فالحرب ليست نزهة وليست واشنطن ومن معها من يملك القوة وحدها والقدرة على الفتك والتدمير..
وما ينطبق على غرور واشنطن ينسحب على الكيان الصهيوني الذي يقرع طبول الحرب ويظن أنه سيكون بمنأى عن اي تداعيات كارثية منها..
العالم الذي ارهقه غباء وجنون وغرور دعاة الحرب حان له أن يرفع الصوت بوجه من يعمل على تدمير البشرية..
فأي حرب تندلع شرارتها ستكون كافية لتدمير الكرة الأرضية مرات ومرات خلال ساعات
نبض الحدث – ديب علي حسن: