أيام قليلة ويودّع السوريون عامهم بمزيد من الانتصار للفرح والحب والإنسانية، فعلى مساحات الوطن تراهم يزرعون رايات المجد وشعلة الأمل رغم قساوة الأيام وصعوبتها.
يطوي العام ملفاته وأوراقه بعد أن تمكن السوريون من تكريس وجودهم في ذاكرة العالم، حيث الفارق بين ما بدأه هذا العام وما أنهاه يكاد يصل حدود المعجزات، فعشر سنوات ونيف من الحرب المتواصلة على سورية نرى مشاهد العطاء والفرح والبهجة والتكاتف لاتشبه أي مشهد في العالم كله.
نرى المواجهة مستمرة في السياسة وفي الميدان وفي الإعلام وعلى مختلف المحاور والجبهات، والسوريون مدفوعون بما حققوه من إنجازات على الأرض وفي كل مكان ليكملوا مسيرة الحياة.
هكذا هم السوريون يستقبلون عامهم الجديد وهم أكثر تصميماً وإرادة على البناء والعمل والتطوير في كل المجالات، فظلام الإرهاب والحقد والحصار لم يؤثر في شرايينهم المملوءة بالدماء الأصيلة والنبيلة بل زادتهم قوة وعنفواناً لا سيما أن علامات النصر لاحت في سماء الوطن بفضل حكمة قيادتهم وبسالة رجالهم وعظمة شهدائهم الذين عبدوا الأرض بدمائهم الذكية.
على تخوم عام جديد نكبر بالجراح، ونزرع حقول الدنيا ضياء، نزرع السلام والفرح والمحبة في كل مكان، وهذا ليس طارئاً أو غريباً فسورية بوابة الشرق كانت ولاتزال امتداد الروح ونبض القلب..
يمضي العام ويرحل مع ألمه وتعبه ونحن القابضون على جمر الحياة، نعرف كيف نحتفي رغم الجراح، لنرسم حدود الشمس، كيف لا وسورية بنت الشمس وما من طهر هنا وهناك إلا من منها وإليها.
رؤية- عمار النعمة