الثورة – وكالات – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم:
تستخدم الدول الغربية المرتزقة في زمن الحروب والأزمات في محاولة لتعزيز موقفها العسكري على أرض الميدان ما ينتج الفوضى ويستديمها في مناطق الأزمات كما يحدث اليوم في الأزمة الأوكرانية.
والمرتزق يبيع ولاءه وسلاحه لمن يدفع أكثر فيحارب من أجل المال دون عقيدة ودون إيمان، وتجده يحارب اليوم مع طرف ومع الطرف الآخر غداً لأنه دفع له أكثر، ولعل الأخطر والأخطر في المرتزقة أنهم عادة لا يحاربون مقابل أجر محدد ولكن مقابل أن تطلق يده في السلب والنهب والتدمير والاغتصاب.. ويكون حلول جحافل المرتزقة كحلول أسراب الجراد التي لا تبقى ولا تذر ولا تترك إلا خرابا ووبالاً.
إن ترنح النظام الأوكراني وفقدان الانضباط في صفوف قواته برغم تسليح الغرب الكبير له جعله يجلب المرتزقة، وعقيدة المرتزقة كانت ولا تزال الركوع لبريق المكاسب والمغانم وسط أجواء الفوضى والخراب، وليس بخاف على أحد نشاط الولايات المتحدة والغرب المستمر في مجال المرتزقة وإرسالهم لدعم تدمير دول تعاند وتواجه سياساتها، كما تدعم اليوم النظام الأوكراني بالمرتزقة في مواجهة روسيا، التي أطلقت عملية عسكرية في دونباس للدفاع عن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وسائل الإعلام الأمريكية نراها سباقة في فضح وكشف بيتها الداخلي كما فعلت (مجلة Vice الأمريكية) التي نشرت فيديو لوصول أوائل المرتزقة الأجانب إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال لجانب النظام الأوكراني.
موقع (روسيا اليوم) أكد أن مجلة Vice الأمريكية قالت: “إن أوائل المرتزقة الأجانب وصلوا إلى أوكرانيا فعلا للمشاركة في القتال ضد القوات الروسية”.
ونشرت المجلة مقابلة مع عسكري بريطاني سابق مختص في الدفاع الجوي، وأرفقت ذلك بمقطع فيديو له وهو يمر عبر نقطة تفتيش تابعة لحرس الحدود في غرب أوكرانيا.
وقال المرتزق البريطاني: “تواصلت مع بعض الأفراد، وأني آمل أن أتمكن من استخدام مهاراتي في مجال الدفاع الجوي، أعتقد أنه خلال الـ 24 ساعة القادمة سيتضح المزيد بالنسبة لي”.
وأشار العسكري البريطاني السابق إلى أنه، تدرب على إسقاط الطائرات باستخدام أنظمة مضادة للطائرات، بما في ذلك الأنظمة المضادة للصواريخ.
وراجت أسواق المرتزقة في فترة الحرب الباردة واستُخدموا بكثرة في الحروب بالوكالة، وكان من أبرز سمات انغماس الولايات المتحدة في استخدام المرتزقة إصدار مجلة Soldier of Fortune التي أصدرها الكولونيل Robert Brown، أحد المقاتلين في حرب فيتنام في ولاية كولورادو، وكانت تنشر إعلانات تطلب خدمات الجنود المرتزقة، كذلك نشطت أجهزة المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية في التعاقد مع المرتزقة في أوقات مختلفة ولا يزال التعاقد مستمر لخدمة أجندتهم الاستعمارية والتوسعية في العالم.
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي عملية عسكرية خاصة للدفاع عن سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الذين يواجهون “الإبادة وجرائم النظام الأوكراني” منذ نحو ثماني سنوات مؤكداً في الوقت نفسه أن روسيا لا تنوي احتلال أوكرانيا وإنما هدفها نزع أسلحتها.
