الثورة – تحليل ريم صالح:
في ظل المساعي الغربية الحثيثة لمحاصرة روسيا، وتطويقها بترسانة كبيرة من الأسلحة الثقيلة، والصواريخ قصيرة وطويلة المدى، لمحاولة تهديد أمنها، واحتواء دورها المتصاعد على الساحة الدولية، تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين، دول البلطيق قاعدة عداء متقدمة لاستهداف روسيا، بسبب الموقع الجغرافي والاستراتيجي لتلك الدول في شمال شرق أوروبا، لاسيما وأنها كانت في وقت سابق تحت مظلة الاتحاد السوفييتي، قبل أن تتحول بعد انهياره إلى الاتحاد الأوروبي، بفعل الإجراءات الغربية.
وعلى خلفية العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها القوات الروسية في أوكرانيا لحماية المواطنين الروس في إقليم دونباس، تعزز الولايات المتحدة، ودول الناتو وجودها العسكري في دول البلطيق، لاستخدامها ضد روسيا، حيث كشف موقع العقود الحكومية التابع للحكومة الأمريكية، اليوم الأحد، عن طلبات ومقترحات مقدمة من أجل إرسال أنظمة دفاع جوي إلى دول البلطيق سيتم دمجها مع أنظمة الناتو في تلك البلدان.
وبحسب وكالة سبوتنيك، نشر الموقع معلومات عن الطلبات والمقترحات التي تفيد أن القيادة العسكرية الأمريكية طلبت من شركات التصنيع الحربي في الولايات المتحدة تزويدها بوسائط الدفاع الجوي التي سيتم نقلها إلى دول ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا لدمجها بوسائط الدفاع الجوي التابعة لقوات حلف شمال الأطلسي هناك.
ويشير الطلب إلى أنه تم إجراء ذلك من أجل دراسة السوق والتخطيط لمزيد من الإجراءات، حيث يجب أن يكون أنظمة الدفاع الجوي قادرة على مواجهة الطائرات المسيرة.
وبحسب تاريخ التقديم تم ذلك خلال بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة أوكرانيا على خلفية طلبات كييف لدول الناتو لإنشاء منطقة حظر طيران.
وبالتوازي، قرر حلف الناتو تغيير استراتيجيته في دول البلطيق من “الردع” إلى الدفاع” على خلفية تفاقم الأزمة الأوكرانية، وفق ما أورد وزير خارجية ليتوانيا غابريليوس لاندسبيرغيس.
ونقلت وكالة تاس عن الوزير الليتواني قوله للصحفيين اليوم الأحد: “انتهت لقاءات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والناتو في بروكسل إلى اتخاذ قرار حول ضرورة إعادة النظر في استراتيجية الأمن المتبعة من قبل الحلف إزاء دول البلطيق. نحن ننتقل من الردع إلى استراتيجية ضمان الدفاع. والبحث جار عن حيثيات الخطوات اللازم اتخاذها”.
وأكد لاندسبيرغيس أن ليتوانيا تخبر حلف شمال الأطلسي عن احتياجاتها ومشكلاتها الأمنية وتقدم للناتو “المقترحات التي تؤخذ بعين الاعتبار”.
وكان وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشاوسكاس صرح أمس السبت بأن البنتاغون سينقل كتيبة مدرعة إضافية إلى بلاده. كما أفاد الوزير بأن ألمانيا ستنقل إلى ليتوانيا وحدة للدفاعات الجوية، فيما تدقق هولندا جدول تجديد وجودها العسكري في الجمهورية، وقال أنوشاوسكاس: “حتى نهاية الشهر سيتواجد في ليتوانيا نحو 4 آلاف جندي من الدول الحلفاء في الحلف.
وجاءت تصريحات المسؤولين الليتوانيين على خلفية التصاعد غير المسبوق للتوتر بين موسكو والدول الغربية بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 شباط عن إطلاق “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا بهدف حماية سكان منطقة دونباس.
وتهدف العملية إلى منع عسكرة أوكرانيا والتوجهات النازية فيها، وتقديم جميع المسؤولين عن ارتكاب جرائم دموية ضد المدنيين في دونباس، إلى العدالة.