الثورة – تحليل ريم صالح:
تصعيد، تهويل، تزييف للحقائق، أكاذيب، اختلاق روايات وسيناريوهات هوليودية، والتخطيط لشن ضربات، وتفجير مفاعلات نووية، وتجنيد واستقدام مرتزقة إرهابيين، ومجرمين مأجورين، وفرض عقوبات ظالمة وقسرية لا شرعية، لا شيء جديد تحت الشمس إذن، بل هو التكتيك ذاته الذي اتبعته أمريكا في معظم حروبها الدموية تتبعه اليوم حيال موسكو، متوهمة بذلك بأن ثرثراتها السياسية، وشطحاتها الدبلوماسية المسيئة لموسكو قد توصلها إلى ضالتها الظلامية وغاياتها العدوانية.
إدارة بايدن أرسلت 7 آلاف جندي إضافي لتعزيز ما سمته الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى جانب القوات الموجودة هناك، دون أن ننسى أنها أي أمريكا بحسب مصادر عسكرية رسمية، قد زودت الأمن الأوكراني والقوميين المتطرفيين بـ 17 ألف سلاح مضاد للدبابات خلال 6 أيام، فما الذي يعنيه ذلك سوى أن واشنطن تعمل، علانية وعن سابق تصميم وترصد على إشعال أتون الحرب بين موسكو وكييف أكثر وأكثر، وبأنها تتدخل وإن كان من خلف الكواليس، بكل ما من شأنه المس بسلامة واستقرار وأمان المواطنين الروس، والأوكرانيين، والأوروبيين عموماً، وعلى حد سواء، وبأن مساعيها في هذا الإطار كانت وستبقى محصورة بالإبقاء على رحى الدماء دائرة دون توقف.
لكن الرسائل الروسية، والردود الحاسمة، سرعان ما دوت في الأرجاء، فإرسال المرتزقة والطائرات من الغرب إلى أوكرانيا، سيؤدي إلى حدوث تطور كارثي للوضع، ليس فيها فقط وإنما في دول الناتو.. قالتها موسكو، ليس هذا فحسب وإنما هي وعلى لسان وزارة دفاعها وضعت النقاط على الحروف، وكشفت المستور، وخبايا الأمور، من أن كييف حاولت التستر على آثار برنامج أسلحة بيولوجية ممول من الولايات المتحدة، وبأنها أيضاً على دراية كاملة بحيثيات، وتفاصيل ما يخطط له الأمن الأوكراني والقوميون حول تفجير مفاعل نووي تجريبي في خاركيف.
هو غيض من فيض ما ذكرته موسكو حول سيناريوهات واشنطن، ومخططات كييف، وتعويذاتهما التخريبية حيال روسيا، فكلاهما أي النظام الأمريكي، والأوكراني لا يأبهان، وإن قضى آلاف المواطنين الأوكرانيين في تفجيرات، واعتداءات أمريكية التخطيط، وغربية التسليح، وأوكرانية التنفيذ، طالما كان الهدف تشويه صورة موسكو، وشيطنتها، وتقديمها زوراً وبهتاناً للعالم بأسره على أنها من يقتل المدنيين الأبرياء، فيما الحقيقة عكس ذلك تماماً، ومن ثم لا نستبعد محاسبتها أممياً أي موسكو على جرائم إرهابية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد، وإنما كانت اليد الأمريكية العابثة هي وحدها المسؤولة، عندها فقط قد يجتمع مجلس الأمن، وقد تصدر البيانات المدينة، ولا نستغرب نداءات من هذا التابع الأوروبي، أو ذاك، لتحريك الفصل السابع، الذي لا يتم تنشيطه، واستثماره إلا خدمة لمصالح أمريكا، وأجنداتها الفوضوية الهدامة في المنطقة والعالم، فقط لا غير.