الثورة – وكالات:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا بديل للمفاوضات الروسية الأوكرانية في بيلاروس، مشيرا إلى أن موسكو تؤيد إجراء أي اتصالات بشأن الأزمة الأوكرانية وتطوير سبل الخروج منها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع مع نظيره الأوكراني دميتري كوليبا استغرق أكثر من ساعة ونصف الساعة على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا اليوم الخميس، أن روسيا حتى آخر لحظة كانت تريد حل مسألة الأمن بالطرق الدبلوماسية.
ووفق ما ذكرته سبوتنيك” و”روسيا اليوم”، شدد لافروف على أن روسيا تريد أن تكون أوكرانيا محايدة لا يصدر عن أراضيها تهديد لأمن روسيا، مشيرا إلى أن كل ما يريده الغرب من أوكرانيا هو أن تواجه روسيا، وقال: لو تصرف الغرب بأمانة مع روسيا، لكان بمقدورنا التوصل إلى صيغة أمنية منذ فترة طويلة.
وأكد لافروف أن تزويد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة أمر خطير، وقال: “بالنسبة لإمدادات الأسلحة لأوكرانيا من الخارج، فإننا نرى مدى خطورة تصرفات الزملاء الغربيين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الذي ينتهك جميع مبادئه وقيمه بتشجيعه على توريد أسلحة فتاكة لأوكرانيا، بما في ذلك آلاف أنظمة الصواريخ المحمول التي يمكن نقلها على الكتف إلى أي مكان، والتي يستخدمها الإرهابيون في كثير من الأحيان لخلق تهديدات للطيران المدني”.
وأضاف وزير الخارجية الروسي إن أولئك الذين يزودون أوكرانيا بالسلاح والمرتزقة يجب أن يفهموا خطورة ما يفعلونه، موضحا أن روسيا لم تهاجم أوكرانيا ولا تخطط لمهاجمة دول أخرى لكن واجهت وضعا يهدد أمنها، وقال:” نريد أن تكون أوكرانيا محايدة ومستعدون لمناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا إلى جانب الضمانات الأمنية للدول الأوروبية ولروسيا.. ونريد أوكرانيا صديقة منزوعة السلاح ولا تشكل خطرا على روسيا أو الثقافة الروسية “.
وقال لافروف: “لا أريد ولا أؤمن ببداية حرب نووية”، مؤكدا أن الحديث عن الهجوم العسكري الروسي على دول البلطيق وبولندا مجرد شائعات إعلامية عارية من الصحة، مضيفا بالقول:” قدمنا مشروعا للضمانات الأمنية لقارة أوروبا كلها بما في ذلك أوكرانيا وتم رفضه”، وشدد على أن رد الفعل الغربي المسعور على العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا يظهر أن ما يجري هو معركة حياة أو موت من أجل حق روسيا في البقاء واحترام مصالحها المشروعة. وأكد أن روسيا لم تتحدث قط عن خطط عسكرية تجاه دول الناتو.
وأشار لافروف إلى أنه تم التأكيد خلال المحادثات أن مبادرة موسكو بشأن فتح ممرات إنسانية في أوكرانيا على أساس يومي لا تزال قائمة، وقال:” لقد أكدنا على أن المبادرة التي تقدم بها الجانب الروسي في وقت سابق لفتح الممرات الإنسانية يومياً، تبقى قيد التنفيذ، ويتم تحديد سبل هذه الممرات وأوقات فتحها من قبل الأشخاص المسيطرين على الوضع على الأرض انطلاقاً من تحليل الوضع وضرورة اختيار السبل الأكثر أماناً وفعالية لخروج المدنيين”. لافتا إلى أن موسكو قدمت أدلة في الأمم المتحدة على أن مستشفى ماريوبول كان يستخدم قاعدة عسكرية للقوميين الأوكرانيين.
ولفت لافروف إلى أنه تم بحث إمكانية ترتيب اجتماع بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني زيلينسكي، لكن اللقاء يجب ألا يكون من أجل اللقاء فقط.
وبخصوص العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، أكد لافروف أنها تسير حسب الخطة الموضوعة، وقال: “إذا جاوبنا على السؤال حول كيفية تطور العملية العسكرية الخاصة، فإن ممثلي وزارة الدفاع لدينا هم من يقومون بالتقييمات، والأهم من ذلك، من قبل الرئيس بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد شدد أكثر من مرة على أن العملية الخاصة بشكل عام تسير حسب الخطة”.
وفيما يخص العقوبات الاقتصادية الغربية، قال لافروف: سنتجاوز هذه الأزمة ولن يكون لدينا بعد الآن أي أوهام بأن الغرب يمكن أن يكون شريكا موثوقا به، وأن روسيا لم تستخدم النفط والغاز سلاحا ضد الغرب، ونترك الأمر لضمائر زملائنا الغربيين”، وأشار إلى أنه هناك دائما أسوق أخرى للنفط والغاز الروسيين.