وكالات – الثورة – حرر التقرير الإخباري منهل إبراهيم
كثر الحديث الغربي في الآونة الأخيرة وبنبرة تهديد واضحة عن سعي الولايات المتحدة وبريطانيا وجوقة الناتو لتجريد روسيا من عضويتها في مجلس الأمن، مستغلين العملية العسكرية الخاصة التي تقوم بها موسكو لحماية دونباس كذريعة، فيما يطرح هذا التهديد سؤال عن وجود آلية لتجريد موسكو من مقعدها الدائم بالمجلس، ومدى إمكانية تنفيذ ذلك التهديد الغربي السافر.
الغرب هدد بشكل صريح بتجريد روسيا من عضويتها في المجلس الدولي بلسان الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بقوله إن الحكومة البريطانية منفتحة على إبعاد روسيا من مجلس الأمن الدولي، وهي من الأعضاء الدائمين فيه.
المتحدث باسم جونسون قال: “يمكننا القول إننا نريد عزل روسيا دبلوماسياً، وسندرس كل الخيارات التي تُفضي إلى ذلك”، وفي مساعٍ مماثلة، اقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تجريد روسيا من عضويتها بمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان.
لكن خبراء في القانون الدولي يؤكدون أنه ليس في الإطار القانوني للأمم المتحدة آلية يمكن من خلالها تجريد أي دولة من عضويتها في مجلس الأمن، مهما كانت طبيعة تلك العضوية، دائمة أو مؤقتة، وبالتالي، من أجل المضي قدماً في تنفيذ تلك التهديدات البريطانية والأميركية، يجب تغيير الإطار القانوني للمجلس بأكمله، أي ميثاق الأمم المتحدة.
وينص ميثاق الأمم المتحدة على أن تغيير مقترح في نص الميثاق يجب التصديق عليه خلال جمع عامّ، ويصوَّت عليه بالموافقة بأغلبية ثلثَي المؤتمرين، وبموافقة جميع الدول المتمتعة بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن. الأمر الذي يجعل تلك التهديدات قابلة للتحقق فقط إذا صوّتت روسيا ضدّ نفسها.
وفي هذا الإطار استبعد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إمكانية فقدان بلاده العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
تصريحات نيبينزيا لقناة روسيا 24 التلفزيونية جاءت رداً على سؤال عما إذا كان ممكنا تجريد روسيا من مقعدها كعضو دائم في مجلس الأمن، فقال المندوب الروسي: كلا.. هذا أمر مستحيل بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وكانت سلطات كييف دعت إلى حرمان روسيا من حق التصويت في مجلس الأمن بعد بدء العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا.
ويتكون مجلس الأمن من 15 دولة هي 5 دول دائمة العضوية و10 دول يتم انتخابها كأعضاء غير دائمين في المجلس لمدة سنتين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلقت الأمم المتحدة على تصريحات المندوب الأوكراني سيرغي كيسليتسا الذي شكك في حق روسيا بمقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال مؤتمر صحفي سابق إنه “من الواضح للجميع من له مقعد في مجلس الأمن، وهذا هو الواقع”، وأضاف إن مثل هذه المسائل من اختصاص الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وأن الهيئة لا تعتزم التدخل فيها بنفسها.
وجاء الرد على زعم المندوب الأوكراني أن روسيا لا تستطيع أن تؤكد حقها في العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، لأنها لم تخضع للإجراءات الضرورية للانضمام إلى الأمم المتحدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في 1991.
الرد الروسي كان واضحاً من الخارجية الروسية التي أكدت أن الاتحاد السوفيتي كان بين الدول المؤسسة للأمم المتحدة عام 1945، حيث أكد الرئيس الروسي الأول بوريس يلتسين في رسالة إلى الأمم المتحدة في 24 كانون الأول 1991 “تولي روسيا مقعد الاتحاد السوفيتي في مجلس الأمن الدولي والعضوية في كافة الأجهزة والوكالات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة وريثة للاتحاد السوفيتي”.