الثورة – ميساء الجردي:
تحت شعار الأمل بالعلم لاكتساب المهارات وتطوير القدرات افتتحت نقابة التمريض والمهن الطبية برعاية فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم الأيام العلمية لنقابة التمريض على مدرج مشفى الأسد الجامعي والتي رافقها تكريم لعدد من رؤساء التمريض في المشافي الجامعية والصحة انطلاقا من أهمية التمريض كمهنة عالمية ذات لغة واحدة.
تناول المشاركون في هذا اللقاء العلمي جملة من الأبحاث والمحاضرات الهامة لدكاترة وخبراء في المهن الصحية منها ما يتعلق بالإنعاش القلبي الرئوي لدى البالغين ودور النقابات في تطوير المناهج ودعم نشر الأبحاث وإصدار المجلات العلمية والتشبيك مع المنظمات والمجتمع الأهلي، وأبحاث أخرى تتعلق بأساليب مراقبة المرضى الحرجين وسرطان الرحم ودور التمريض في رفع المستوى الصحي، وصفات الممرض والممرضة الداعمة، ودور التمريض في رعاية مريض كوفيد بالإسعاف والشعب الطبية والعناية، ودور التمريض تجاه مريض مصاب بالحروق في قسم الإسعاف. وعروض أخرى تتعلق بالجودة في المشافي وأهمية إحداث هيئة الجودة والاعتمادية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
في البداية تحدثت نقيب التمريض والمهن الطبية والصحية يسرى ماليل حول أهمية هذا المؤتمر العلمي لما يتضمنه من تكريم لأكثر من 35 شخصاً من رؤساء التمريض في مشافي الصحة والتعليم العالي.
مبينة دور النقابة في رعاية أمور المهن الطبية والصحية من خلال فروعها المتواجدة في كافة المحافظات السورية وخاصة بعد أن وصل عدد المنتسبين إليها لحوالي 64 ألف شخص من المهن المختلفة للتمريض والصحة.
وأشارت ماليل إلى أن النقابة اليوم تسعى نحو قانون خاص لتوصيف المهن التمريضية وخاصة بعد أن تم تشكيل لجنة من عدة جهات لتحقيق ذلك، كما أشارت إلى ما تحققه النقابة من لقاءات علمية في إقامة المؤتمرات والندوات والحلقات الحوارية البحثية في مختلف الاختصاصات الطبية المتعلقة بجانب التمريض إيماناً منها بأهمية البحث العلمي الطبي التوعوي وضرورة تكريس الثقافة البحثية في المجتمع وتعزيز القيمة العلمية للأبحاث المعدة.
وأشارت رئيس فرع دمشق لنقابة التمريض منى حسن إلى وجود 6 مدارس تمريض تتبع لوزارة التعليم العالي وتخرِّج سنوياً مئات الطالبات اللواتي يلتحقن بالعمل وفق الشواغر المتوفرة بالمشافي وبالتالي عملية الرفد مستمرة بشكل سنوي.
مشيرة إلى الخطوات الكبيرة التي قطعها قطاع التمريض في سورية وخاصة بعد السماح للخريجين بالحصول على شهادة البكالوريوس، الأمر الذي سجل رقماً عالياً لسورية بين الدول في الجانب الأكاديمي للتمريض.
من جانبه بيَّن مازن قناص عضو المجلس المركزي للنقابة أهمية هذا اللقاء العلمي تأتي من تكريم شريحة من الممرضين والممرضات الذين لهم سنوات طويلة في العمل.
لافتاً إلى ما تقوم به النقابة من خطوات لتحقيق مطالب المهنة وخاصة النظام الداخلي الذي سيكون جاهزاً قريباً بعد توقيعه من قبل وزارة الصحة.
ومن الأطباء المشاركين تحدث الدكتور سائر طنوس نائب عميد كلية التمريض بجامعة تشرين حول أهمية هذا اللقاء العلمي لعرض الأبحاث والخبرات الخاصة بمجال التمريض والارتقاء بتمريض المستقبل وخاصة بعد فترات الحرب العدوانية على سورية، وما خسره القطاع الصحي من كوادر كثيرة ومنها التمريض، والعمل للوصول إلى تمريض متخصص قادر على التعامل مع المتغيرات الحديثة.
وعن مشاركته بيَّن طنوس: أنه مشارك في أربع محاور أهمها الاتجاه الديموغرافي وشيخوخة المجتمع وأفق تمريض المسنين نظراً للتحولات التي غيرت المجتمع السوري من مجتمع فتي إلى مجتمع يسير نحو الشيخوخة بسبب بعض التغيرات التي أصابت القطاع الصحي والصناعي وأدت إلى زيادة نسبة كبار السن وبالتالي الحاجة إلى زيادة بالأشخاص المتخصصين في المجال الصحي.
وتحدثت الدكتورة مفيدة نعمان اختصاصية بصحة المجتمع ومدرِّسة بجامعة تشرين عن مشاركتها في ثلاثة عناوين أهمها ما يتعلق بالصحة الإلكترونية وتعريفها ومجالات تطبيقها والتطبيب عن طريق الانترنت وفوائده، والحاجة إليه وكيف يمكن أن يكون التمريض فعال في استخدام تطبيقات الرعاية الصحية الإلكترونية، وآليات تطبيق هذه الخدمة. مبينة الحاجة الكبيرة لذلك في ظل زيادة الأمراض المزمنة وعودة الأوبئة.
ومن المكرمات تحدثت السيدة شهربانة الجردي حول مشوارها الطويل كرئيسة التمريض في مشفى تشرين العسكرية لأكثر من 20 سنة، مبينة الصعوبات الكبيرة لهذه المهنة وخاصة في موضوع الدوام الطويل بالنسبة للمرأة المتزوجة، والهموم المتعلقة بتعديل الحوافز والتعويضات، مع التأكيد على أنها مهنة تحمل الكثير من المعاني الإنسانية وهي تجربة غنية بالأحداث والعطاء بكل ما تحمله من جهود وخاصة خلال فترة الأزمة والحرب على سورية، والأزمة المتعلقة بالكورونا.
وعبَّرت عواطف موسى رئيسة المدرسات في مدرسة التمريض عن الثمن الغالي لهذا التكريم وخاصة بعد تكريسها أكثر من 35 عاماً من عمرها لخدمة هذه المهنة النبيلة، مشيرة إلى أن لحظات التكريم تعني لها الكثير ولكن من الضروري النظر إلى الجوانب المادية بالإضافة إلى الجوانب المعنوية وإلى المطالب المحقة لأصحاب هذه المهنة وخاصة طبيعة العمل التي تعتبر مهمة لتحفيز العاملين في المهنة.