الثورة – طرطوس – سمر رقية:
بدأت عملية التحضير لزراعة التبغ في منطقة القدموس وريفها وتأخرت هذا العام بسبب أمطار وثلوج آذار، المتمثلة بفلاحة الأرض مرتين وأحياناً أكثر وتعشيبها، لكن دون أسمدة هذه السنة، فموسم التبغ خارج الدعم الزراعي ليتوجه المزارع إلى السوق السوداء و الأغلبية العظمى منهم غير قادرة على شرائه بسبب الغلاء بينما قلة نادرة قادرة على استخدام السماد العضوي لنفس الأسباب.
ثلوج آذار هذا العام وما تبعها من صقيع وجليد قضى على العديد من مساكب الشتول لتزيد رحلة الشقاء، فخسارة المساكب أضافت هماً جديداً لإيجاد البديل المناسب لكن من أين؟.
أحد المزارعين قال: لا أسمدة ولا قدرة لنا على الفلاحة كما يجب ويحتاج الموسم لتكاليف باهظة ناهيك عن خسارة المساكب بسبب الثلوج، مشيراً إلى أنه بعد فترة وجيزة من زراعته لابد من شراء الماء وسقايته، إذاً ما الفائدة المرجوة من زراعته وأي إنتاجية ننتظرها، أساساً تربتنا فقيرة جداً لجميع العناصر المغذية للنبات فبدون أسمدة لا جدوى من زراعته؟.
اتحاد الفلاحين ماذا يقول؟
رئيس اتحاد الفلاحين بطرطوس محمد حسين أكد أن هناك توجهاً حكومياً للاتجاه نحو الأسمدة العضوية فهي ذات جدوى ومفيدة للتربة أكثر، لكن من أين لهذا الفلاح تأمين ثمنها في الوقت الراهن؟. لذا اقترح توزيع كمية محددة ولو بالكيلو لكل دونم إن لم توجد إمكانية بتوزيع كميات كبيرة للفلاح المرخص، موضحاً أن ثمة جهة تقول إن مسؤولية تأمين السماد يقع على عاتق مؤسسة التبغ والمزارع يقدر جهود المؤسسة بتأمين السماد لكن تجربة العام الماضي في السماد الذي وزعته جعل الفلاح هذا العام يستبعد الفكرة نهائياً لأنه لم يقدم أي فائدة للنبتة بل بقي في الأرض مدة طويلة جداً دون أن يتحلل.
وأشار إلى أن مزارع التبغ بمنطقتنا بعد تجربته القديمة يعرف احتياجات زراعته بشكل دقيق فمحصول التبغ عندنا يحتاج إلى آزوت بالدرجة الأولى ويحتاج إلى يوريا نوع 46.
تأمين المساكب البديلة من أين؟
المزارعون الذين فقدوا مساكب الشتول التي كانت جاهزة للغراس نتيجة الصقيع الذي رافق الثلوج أصبح همهم تأمين السماد وأجرة فلاحة الأرض لكن بعد أن حرق الصقيع مساكبهم باتوا يبحثون عن بديل مناسب لهم في المنطقة لكن دون جدوى، و هناك أعداد كبيرة من المزارعين أكدوا أنه في حال لم يجدوا البديل سنتجه لزراعة الحمص والذرة.
رئيس الرابطة الفلاحية في القدموس المهندس هيثم سليمان أكد أن تجربة المزارعين مع السماد الذي قدمته المؤسسة العام الفائت جعلته يفقد الثقة و يبتعد عن تكرار التجربة ثانية لأنه مكلف وبدون جدوى، أما عن تأمين المساكب البديلة فأشار إلى وجود مشاتل تابعة للمؤسسة في جبلة وهي مستعدة لتقديم الشتول ولمزارعي التبغ في السنوات الماضية تجارب لا تحمد عقباها لمن أجبرته ظروفه على استقدام شتول من تلك المشاتل لأن جميع من زرع منها ماتت شتوله لأنها غضة أولاً وبحاجة لماء كثير و مقومات غير متوفرة.
أخيراً..
الموسم الاستراتيجي الوحيد في هذه المنطقة الفقيرة المعيلة لآلاف الأسر مهدد، فهو ملاذها الأول والأخير الذي يعتمد عليه المواطن في تأمين مصاريف و حاجيات عائلته المتنامية
فهل فكرت الجهات المعنية ماذا سيحل بهؤلاء المزارعين المتكئين على زراعة التبغ لاستمرار حياتهم رغم قسوتها خاصة بعد مقدمات توحي بالعزوف عن زراعته في حال لم تقدم لها مقومات زراعتها كما يجب.