الثورة:
من المفردات التي دخلت اللغة العربية وأخذت معاني متعددة وأصبحت معربة كلمة طس فقد جاء في معجم تهذيب اللغة
طس: في «نوادر الأعراب»: ما أدْري أينَ طَسُ، ولا أينَ دَسَّ، ولا أين طَسَم وطَمَس وسَكَعَ، معناه: أينَ ذَهَب.
أبو عُبَيد عن أبي عُبَيدة قال: وممّا دَخَل في كلام العرب: الطَّسْتُ والتَّوْر والطاجِن، وهي فارسيّة كلها.
قال: وقال الفرّاء: طيّءُ، تقول: طَسْت، وغيرُهم طَسٌ، وهُمُ الّذين يقولون لِصْت للِّصّ، وجمعه طُسُوت ولُصُوت عندهم.
حدثنا ابنُ عُرْوة عن يوسف بن موسى عن يزيد بن هارون، ومهران بن أبي عمرو عن سُفيان عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ قال: قلتُ لأبي بن كعب: أخْبِرْني عن ليلة القدر؟ فقال: إنّها في ليلة سبعٍ وعشرين، قلتُ: وأَنَّى عَلِمتَ ذلك؟ قال: بالآية الّتي أنبأنا رسولُ الله، قلتُ: فما الآية؟ قال: أن تَطلُع الشمسُ غداتَئِذ كأنَّها طَسّ ليس لها شُعاع.
قال يوسف بن مِهْران: قال سُفيانُ الثَّوْري: الطَّسُ هو الطَّسْت: ولكنَ الطّسْ، بالعربيّة.
قلتُ: أراد أنَّهم لمّا أعربوه قالوا: طَسُ.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: الطَّسِيسُ جمعُ الطَّسُ على فَعِيل، ونحو ذلك قال الفرّاء، وأنشدَ قولَ رؤبة:
* ضَرَبَ يَدِ اللَّعَّابة الطَّسِيسا*
قال: هو جمعُ الطَّسّ.
وقال ابن المظفَّر: الطَّسْت: هي في الأصل طَسّة، ولكنَّهم حَذفوا بتثقيل السّين فخفَّفوا وسكنتْ فظهرتْ التاء التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلَها، وكذلك تَظْهر في كلّ موضع سكَن ما قبلها غير ألف الفَتْح، والجميع الطَسَاس.
قال: والطّسَاسَة: حِرْفةُ الطَّسّاس.
قال: ومن العرب من يُتِم الطَّسّة فيثَقِّل ويُظْهر الهاء.
وقال: وأما من قال: إن التاء التي في الطست أصليّة فإنه يَنتقِض عليه قوله من وَجْهين: أحدُهما: أنّ التاء مع الطاء لا يَدخُلان في كلمة واحدة أصليّتين في شيء من كلام العرب، والوجْهُ الآخَر: أن العرب لا تَجمع الطَّسْت إلّا الطِساس، ولا تُصَغِّرها إلا طُسَيْسة، ومن قال في جمعها الطَّسّات فهذه التاء هي هاء التأنيث، بمنزلة التاءِ الّتي في جماعة المؤنَّث المجرورة في موضع النَّصْب.