الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يحتاج المجتمع الدولي إلى التزامات معيارية وقانونية ملزمة تفصل السلاح النووي عن السياسة الدولية، لأن الحوادث النووية تعني أضراراً جانبية تؤثر على جميع الأطراف بالتساوي.
أثارت الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن وقوع حوادث نووية محتملة، وكشفت هشاشة المنشآت النووية أثناء النزاعات داخل أو بين الدول، وخاصة إذا كانت هذه المنشآت في دولة مثل أوكرانيا يحكمها نازيون جدد وتحت رعاية أمريكية وغربية ودعم من الناتو.
منذ بداية العصر النووي، أولت الصناعة النووية اهتماماً خاصاً للتصميم والتشغيل الآمن لمنشآت الطاقة النووية على مستوى العالم، ويركز النظام العالمي للسلامة النووية المُرسخ في معاهدات دولية مثل اتفاقية الأمان النووي (CNS) وغيرها من الصكوك، على معالجة العيوب التقنية والبشرية في الصناعة النووية، والتي يمكن أن تعرض سلامة الأنظمة النووية للخطر، وأصبحت تدابير السلامة القوية ضرورية بعد الحوادث المبكرة، مثل الحرائق في Windscale 1957، ومفاعل SL-1(1961 في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ما أثار مخاوف الجمهور بشأن الأحداث غير المتوقعة ومخاطر الإشعاع.
واستجابة لذلك طورت الصناعة النووية نهج الأمان “الاحتمالي” للتخفيف من حالات عدم اليقين التي تسببها حالات الفشل الطبيعية أو التقنية الشديدة، كما مكّن هذا النهج المجتمع العلمي من تقييم احتمالات الحوادث، والإبلاغ عن مخاطر السلامة بمصطلحات مقارنة، ما يجعلها تبدو أكثر قابلية للإدارة.
ومع ذلك، فإن خطر نشوب نزاع مسلح واستعمال السلاح النووي في حالة اندلاع حرب واسعة النطاق يحتاجان إلى التزامات قانونية ومعيارية إضافية.
لقد أثَّرت سياسات الحرب الباردة بشكل كبير على كيفية تفاوض الدول على مثل هذه الالتزامات، ولاسيما عدم استعمال السلاح النووي، في وقت مبكر من عام 1956.
كما شكلت اتفاقية الأمان النووي، التي تم تبنيها في عام 1994 استجابة لكارثة تشيرنوبيل، فرصة ضائعة للتصدي لتهديدات النزاعات المسلحة.
في مرحلة ما بعد تشيرنوبيل، تستحق جهود السلامة النووية التزامات صارمة وملزمة قانوناً لتعزيز امتثال البلدان التي تعمل بالطاقة النووية لجهة التصميم والتشغيل والمعايير التنظيمية العالمية.
كما هو متفق عليه بموجب CNS في المراحل النهائية من التفاوض الطوعي، ومع ذلك، فإن طبيعة الامتثال شكلت ثغرة خطيرة في هيكل السلامة والأمن النوويين.
في آذار 2011 ، كشف حادث فوكوشيما باليابان مرة أخرى عن عدم قدرة نهج السلامة الحالية على توقع جميع الأحداث المحتملة، ناهيك عن السيطرة عليها، ودعا ممارسي السلامة إلى العمل من أجل معالجة كل من المخاطر الطبيعية والمصنعة باستمرار.
بقلم: كابيل باتيل
التالي