الثورة – وعد ديب:
يتساءل كثيرون، ماذا تنصحنا أن نفعل بأموالنا التي تعبنا في جنيها؟.. هل نستثمر في الذهب، أم الدولار أم في مشروعات صغيرة، أو غير ذلك؟
يقول محللون اقتصاديون: الأمر يتطلب مقارنة الاستثمار بين الذهب، الفضة، الدولار، والعملات الرقمية، فهماً لبعض القواعد الأساسية والاختلافات بين هذه الأصول، موجزين خارطة خيارات استثمارية، مع تقديم نظرة شاملة على قواعد الاستثمار في كل واحد منها، كما يبينون أن بعض القواعد العامة تنطبق عند المقارنة بينها، ومن ثم الانتقال بعد ذلك للحديث عن الاستثمار عالمياً، وفي الشرق الأوسط.
ملاذان
الدكتور في العلوم المالية والمصرفية في جامعة القلمون نهاد حيدر نوه لـ”الثورة” بأن الاستثمار في الذهب والفضة، ومن خصائصهما العامة، أنهما يُعتبران ملاذين آمنين (SafeHavens)، خصوصاً في الأزمات الاقتصادية، ويحافظان على القيمة الشرائية على المدى الطويل.. كما أنهما لا يدران دخلاً (مثل الأرباح أو الفوائد)، بل يتم تحقيق الأرباح من فروق السعر.
ويتابع: هناك قواعد للاستثمار بالمعدنين، من حيث وقت الشراء، ويفضل شراء الذهب أو الفضة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو عند ضعف الدولار، والاستخدام كتحوط يمكن استخدام الذهب والفضة كتحوط ضدّ التضخم أو ضعف العملات.
كذلك الاحتفاظ طويل الأجل، فعادة ما يُنظر إليهما كأصول تحفظ القيمة وليس كمصدر للمضاربة السريعة، كما أن الفضة أكثر تقلباً: لذلك يُنظر إليها على أنها أكثر مخاطرة، ولكنها قد تعطي عوائد أعلى في بعض الحالات بحسب ما ذكر الخبير الاقتصادي.
العملات الورقية
وأشار الدكتور حيدر إلى خيار الاستثمار الثاني، والذي يتمثل في الدولار والعملات الورقية وأيضاً لهما خصائص منها أنها عملات مركزية مدعومة من الحكومات، وتتأثر بالسياسات النقدية (مثل الفائدة)، والسياسات الاقتصادية، والديون.
وأما عن قواعد الاستثمار- والكلام للدكتور العلوم المالية والمصرفية- فهي تكون بالاستفادة من فرق الفائدة: من خلال أدوات مثل الفوركس، يمكن الربح من فروق الفائدة بين العملات.
السياسة النقدية
ويتأثر بالسياسة النقدية الدولار، ويرتفع عادة عندما يرفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة، أما التحوط فيمكن استخدام العملات كتحوط ضدّ تقلبات أسعار الأصول الأخرى.
النوع الثالث من خيارات الاستثمار- بحسب حيدر- فهو في العملات الرقمية (مثل البيتكوين، الإيثيريوم).. خصائصها العامة أنها أصول رقمية لا مركزية، عالية التقلب، حيث انخفضت قيمتها منذ نهاية الشهر الأول من هذا العام وحتى الآن بنسبة بالمئة للايثيريوم، و18 بالمئة للبتكوين، عرضها محدود، وأما قواعد الاستثمار فيها مخاطرة عالية – أرباح عالية- يجب تخصيص نسبة صغيرة فقط من المحفظة لها (5-10في المئة مثلاً).
لاشك أن تحليل السوق مهم لأن الأسعار تتأثر كثيراً بالأخبار، والتقنيات، وتنظيمات الحكومات، وهنا يشير الدكتور حيدر إلى أن هناك قواعد عامة عند المقارنة والاستثمار، ويجب الأخذ بها ومنها تنويع المحفظة، بحيث لا تضع كل أموالك في أصل واحد فقط، إضافة إلى تحديد الهدف الزمني- هل تبحث عن استثمار طويل الأمد أم أرباح سريعة؟، وتحمل المخاطر قيّم مدى استعدادك للمخاطرة (Risk Tolerance)، ناهيك عن مراقبة التضخم وأسعار الفائدة والتي تؤثر بشكل مباشر على الذهب والعملات، والتعلم المستمر.
مثال..ويعطي دكتور العلوم المالية والمصرفية مثال عن توزيع المحفظة (100,000 دولار): الذهب للحماية من التضخم والأزمات – النسبة- 25 في المئة القيمة بالدولار25,000.الفضة- الهدف- تحوط وتنويع إضافي، النسبة 10 في المئة- القيمة بالدولار 10,000.الدولار كاش- الهدف سيولة واستعداد لفرص السوق- النسبة 20 في المئة، القيمة بالدولار 20,000.العملات الرقمية- الهدف- نمو طويل الأجل (بيتكوين، إيثيريوم) النسبة 15 في المئة، القيمة بالدولار 15,000.الأسهم/ صناديق أخرى- الهدف- تنمية رأس المال النسبة 30 في المئة القيمة بالدولار 30,000.
وتختلف النسب المذكورة في حال تغيرت الأصول المراد الاستثمار فيها، مع إبداء ملاحظات منها أن الذهب والفضة لحماية الثروة.