الثورة- أسماء الفريح:
مع تواصل الغارات الأميركية على اليمن، أعربت الأمم المتحدة مجدداً عن قلقها البالغ إزاءها ودعت واشنطن والحوثيين إلى ضبط النفس، محذرة من أن أي تصعيد إضافي قد يزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة ويشكل مخاطر جسيمة على الوضع الإنساني المتردي بالفعل.
المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أشار في تصريح نقله مركز أنباء المنظمة الأممية إلى إصابة خمسة من العاملين في المجال الإنساني جراء غارات أميركية استهدفت مناطق في اليمن على مدار يومي الـ 17 و ال18 من نيسان الجاري في وحول ميناء رأس عيسى، فيما تحدثت تقارير محلية عن مقتل 80 شخصاً وإصابة 150 آخرين بجروح.
وذكر دوجاريك أنه رغم ورود تقارير عن إخماد الحريق المندلع في الميناء المذكور أمس، لكنه أعرب عن قلق عميق إزاء أنباء عن تسرب وقود إلى البحر الأحمر.
وأكد دوجاريك ضرورة احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، في جميع الأوقات، ودعا الجميع إلى حماية المدنيين وكذلك البنية التحتية المدنية، كما جدد الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة وغيرهم من الموظفين المحتجزين تعسفياً من قبل الحوثيين.
وحثّ دوجاريك أيضاً على ضرورة الاحترام الكامل لقرار مجلس الأمن 2768 المتعلق بهجمات الحوثيين على سفن الشحن والتجارة، ودعا إلى وقف جميع الأنشطة العسكرية في اليمن وحوله.
العاملون في المجال الإنساني حذروا من أن ما يجري في اليمن يهدد بتفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل فيه، حيث يحتاج أكثر من 19 مليون شخص إلى مساعدات حيوية لتلبية الاحتياجات الواسعة النطاق من الغذاء والأمراض والحماية.
وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص وذلك مع استمرار تزايد تفشي الحصبة في محافظة مأرب، فيما تمّ تأكيد وجود أكثر من 240 حالة وأكثر من عشر وفيات للأطفال هذا العام.
وأشار إلى أن التدخلات المستدامة في مجال الصحة العامة ضرورية لإدارة ومنع مثل هذه التفشيات، الأمر الذي يتطلب بدوره تمويلاً يمكن التنبؤ به ووصول الشركاء على الأرض.
وكانت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أفادت بأن الغارات الأميركية أمس طالت مديرية التحيتا وجزيرة كمران في الحديدة كما استهدفت مديريات مجزر وصرواح والعبدية في مأرب ومنطقتي المحجر في خولان وبراش شرقي جبل نقم في محافظة صنعاء، وذلك بعد يوم من غارات أميركية على سوق فروة بمنطقة تابعة لصنعاء أدت إلى مقتل وإصابة 42 شخصاً.
ومنذ منتصف آذار الماضي، شنّت القوات الأميركية مئات الغارات على اليمن ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات معظمهم أطفال ونساء.