الثورة – مها دياب:
في ظل التحديات التي تواجه سوريا على المستويين الاجتماعي والسياسي، جاءت حملة “السويداء منا وفينا” كمبادرة وطنية تهدف إلى إعادة اللحمة بين أبناء الوطن، وتأكيد أن السويداء جزء لا يتجزأ من النسيج السوري. الإعلامي ومدير موقع العربي الجديد عبسي سميسم قدم قراءة إيجابية لهذه الحملة، معتبراً أنها أكثر من مجرد فعالية، بل خطوة عملية نحو بناء الثقة وتجاوز الألم.
وحدة وطنية
يرى الإعلامي سميسم أن حملة “السويداء منا وفينا” شكلت لحظة وطنية جامعة، عبر فيها السوريون من مختلف المحافظات عن تضامنهم مع السويداء، وأثبتوا أن كل شبر من سوريا يستحق الدعم والمساندة.
كما أن الحملة أعادت التأكيد على أن السويداء ليست هامشاً ولا استثناءً، بل جزء أصيل من النسيج الوطني، وأن البناء لا يكون إلا بتكاتف الجميع.
فشل التحريض
وبحسب سميسم، أثبتت الحملة أن السويداء لا يمكن أن تكون جزءاً من أي مشروع انفصالي، وأن كل محاولات التحريض التي استهدفت أهلها قد باءت بالفشل.
والتفاعل الشعبي الواسع، والمشاركة من مختلف المناطق، أظهرت أن الانتماء الوطني في السويداء راسخ، وأن السوريين يرفضون أي خطاب تفكيكي أو عزلة داخلية.
يد ممدودة
وأشاد بما أظهرته الحملة من استعداد حقيقي لدى الحكومة والشعب السوري لاحتضان السويداء، عبر الدعم المباشر والمبادرات التنموية، وأبرز ما في هذا التوجه، بحسب رأيه، هو دعوة الرئيس الشرع الصريحة للتبرع لصندوق السويداء، ليس فقط كمبادرة مالية، بل كرسالة وجدانية تعبر عن الرغبة في تجاوز الألم، وردم الفجوة، وإعادة بناء الثقة. هذه الدعوة حملت بعداً إنسانياً عميقاً، وأظهرت أن السويداء في قلب سوريا، وأن يد الوطن ممدودة لها دائماً.
كشف المعرقلين
كما أوضح سميسم أن الحملة عرَّت الجهات التي اعتادت الوقوف في وجه كل مبادرة وطنية، وأظهرت أن الإرادة الشعبية أقوى من أي عرقلة.
كما بينت أن اللحمة الوطنية ليست شعاراً سياسياً، بل فعل يومي يترجم عبر التضامن، والمشاركة، والانتماء الحقيقي. الحملة، في نظره، هي بداية لمسار طويل من المصالحة والبناء، يجب أن يستمر ويتوسع ليشمل كل المحافظات السورية.
وجدان السوريين
تثبت حملة “السويداء منا وفينا” أن اللحمة الوطنية فعل متجدد ينبض في وجدان السوريين كلما دعت الحاجة.
لقد أعادت الحملة التأكيد على أن الانتماء لا يقاس بالشعارات، بل بالمواقف والمبادرات التي تترجم إلى دعم فعلي وتضامن صادق.
وكما يرى الإعلامي عبسي سميسم، فإن هذه المبادرة ليست نهاية الطريق، بل بدايته؛ بداية لمسار وطني يتجاوز الألم، ويعيد بناء الثقة، ويؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين الدولة والمجتمع، عنوانها: سوريا لكل أبنائها، والكل فيها مسؤول عن الكل.