الثورة- نور جوخدار:
استضافت العاصمة التركية أنقرة، اليوم الأحد، اجتماعاً مشتركاً بين سوريا وتركيا لبحث ملفات التعاون في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود وتعزيز الاستقرار والتدريب المشترك.
ووفقاً لبيان وزارة الخارجية والمغتربين، شارك في الاجتماع من الجانب السوري، وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، ومن الجانب التركي، وزيرا الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن.
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع إعلان قائد “قسد” مظلوم عبدي، عن توجه لجنة عسكرية قريباً إلى دمشق لبحث آلية الاندماج ضمن الجيش السوري.
وقال الكاتب والباحث السياسي بسام السليمان في تصريح خاص لـ “الثورة”: إن الزيارة تندرج ضمن سياق المشاورات المستمرة بين دمشق وأنقرة، مشيراً إلى أن العلاقة بين البلدين ذات طابع استراتيجي، وأن مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها ملف “قسد” تتطلب حواراً مباشراً لا مواجهة عسكرية.
وأوضح الباحث أن المطلوب اليوم هو تخفيف حدة الخطاب الإعلامي والسياسي ودعم المسار الحواري القائم، تجنباً لأي مواجهة داخلية قد تزيد من معاناة السوريين، وأضاف: “علينا أن نكون داعمين وأن نجنب بلدنا ويلات حرب داخلية جديدة فالخطاب الإيجابي هو الخيار الأجدى”.
وأشار السليمان إلى أن الاتفاق على دمج مناطق سيطرة “قسد” تدريجياً ضمن مؤسسات الدولة السورية قد يشكل مدخلاً عملياً للاستقرار، مبيناً أن تسليم المنطقة الشرقية من دير الزور وعودة المؤسسات المدنية للدولة ستكون خطوات مهمة جداً في هذا السياق.
أما عن الموقف الأميركي، فلفت السليمان إلى أن الدعم الأميركي لـ”قسد” بدأ يتأثر بتبدلات القوى الإقليمية الداعمة للحكومة السورية، متسائلًا: هل واشنطن جادة فعلاً لإنهاء هذا الملف، أم أنها ستعتمد سياستها المعتادة في إدارة الأزمات؟.
ورأى أن محاولة الوصول إلى اتفاق ودمج حقيقي لقوات “قسد” في الجيش السوري هي السبيل الوحيد لمنع استمرار التدخلات الأجنبية.
يذكر أن الوزير الشيباني كان قد أجرى الأربعاء الماضي، زيارة رسمية إلى تركيا، التقى خلالها نظيره التركي هاكان فيدان، ضمن ترتيبات سياسية وأمنية بين دمشق وأنقرة، لبحث مستقبل “قسد”، وتنفيذ اتفاق 10 آذار.وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد الشيباني على أن الحوار مستمر مع “قسد”، مجدداً رفض دمشق “لكل أشكال التقسيم تحت أي مبرر أو إطار”، مضيفاً أن “قسد” تمضي ببطء عكس تحركات الحكومة السورية السريعة”، داعيًا إياها إلى الالتزام بما جاء في اتفاق 10 آذار الذي “ما زال حبراً على ورق”.
من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي إن الوقت حان لإلزام “قسد” باتفاق 10 آذار، مشيراً إلى أن العناصر التي تهدد أمن سوريا تهدد أمن تركيا كذلك ومن بينها “قسد”، و”أن قسد” تتبع أجندة انفصالية تحت غطاء محاربة داعش ويجب عليها أن تتخلى عن هذا النهج الآن”.