الثورة-أسماء الفريح:
بدأ الاتحاد الأوروبي اليوم تطبيق نظام جديد للدخول والخروج “إي إي إس” لتسجيل القادمين إلى القارة الأوروبية والمغادرين منها، بهدف تعزيز أمن الحدود وتقليص عمليات الاحتيال وضبط مدى التزام الزوار بالمدة المسموحة للإقامة.
ووفق وسائل إعلام فإن النظام الجديد يعد من الأنظمة الحديثة والأكثر كفاءة لإدارة الحدود في أوروبا، وسيطبق على جميع المسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي، سواء كانوا بحاجة إلى تأشيرة أم لا.
وسيتسع تطبيق النظام الجديد مع بداية العام المقبل ليشمل المطارات الكبرى والقطارات، على أن يكتمل تطبيقه في العاشر من نيسان 2026.
ووفق وكالة “د ب أ” الألمانية فإن النظام الجديد سيحل محل أختام جوازات السفر التقليدية، حيث يتم تسجيل بصمات الأصابع وصور الوجوه باستخدام مجموعة من الماسحات الضوئية في المطارات والموانئ ومحطات السكك الحديدية بأنحاء القارة.
ويهدف النظام الجديد إلى تسجيل جميع حالات دخول وخروج مواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذين يسافرون في إقامة قصيرة، وهو ما يسمح للسلطات بتتبع حالات تجاوز مدة الإقامة أو رفض الدخول تلقائياً.
وتقول النائبة الأوروبية أسيتا كانكو، التي أشرفت على المفاوضات باسم البرلمان الأوروبي: “سوف يساعد هذا النظام حرس الحدود في التحقق من أن حامل جواز السفر هو بالفعل صاحبه، وأن الجواز حقيقي وليس مزوراً”.
وبدءاً من اليوم ال12 من تشرين الأول، سيتعين على المسافرين القادمين من الخارج إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء قبرص وأيرلندا، غير المنضمتين لمنطقة شينغن، إبراز جوازات السفر الخاصة بهم، على أن يتم أخذ بصماتهم وصورهم عند نقاط التفتيش الحدودية.
وستكون هذه المعلومات مطلوبة منهم أيضاً لدى الوصول إلى الدول الأعضاء في “شينغن”، غير المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي، وهي: آيسلندا وليختنشتاين والنرويج وسويسرا، حيث يتم الاحتفاظ بهذه البيانات لمدة ثلاث سنوات في معظم الحالات.
وسيتم تجميع هذا البيانات في أول دخول بعد تطبيق النظام، ثم تستخدم في الرحلات المستقبلية للتحقق من الهوية عبر قاعدة البيانات، ومن المقرر أن تبدأ الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، بإجراء عدد محدود من عمليات الفحص لتفادي الطوابير الطويلة في المطارات، وأما الدول الأصغر، مثل إستونيا ولوكسمبورغ، فستطبق النظام بالكامل منذ البداية.
وستؤثر هذه التغييرات على زوار الدول التي تتمتع بالسفر بدون تأشيرة إلى أوروبا، مثل بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة ومعظم دول أميركا الجنوبية، فيما يتعين على الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي، مثل تلك المرشحة للانضمام، ألبانيا ومقدونيا الشمالية، تحذير مواطنيها بضرورة التعرف على التغييرات لتجنب التأخيرات غير الضرورية.
وحول المخاوف من حدوث تأخيرات بعد تطبيق النظام الجديد، تقول كانكو:”كما هو الحال دائماً لدى إدخال أنظمة تكنولوجيا معلومات جديدة مهمة، ربما تحدث بعض العقبات ولكن، لهذا السبب يبدأ النظام في موسم السفر المنخفض، كما تم الاتفاق على التطبيق التدريجي لتفادي المشكلات الكبيرة.
وأضافت: “وحال حدوث مشاكل غير متوقعة أو فترات انتظار طويلة، يمكن لحرس الحدود المحليين تعليق استخدام النظام بشكل مؤقت لإدارة الوضع.
ويتوقع أن يكون المسافرون من بريطانيا ضمن الأكثر تأثراً بالنظام الجديد، نظراً لروابط النقل القوية بين لندن والاتحاد الأوروبي، ولكن الجهات المشغلة، مثل تلك المسؤولة عن النفق البحري بين فرنسا وإنكلترا، أعربت عن ثقتها في أن الأمور سوف تسير بسلاسة.