متابعة – أنور الجرادات:
هذه المرة ليست ككل مرة.. هكذا يمكننا وصف حالة أندية دوري الدرجة الممتازة، التي تنظر للصراع الدائر بين المرشحين لمجلس إدارة اتحاد الكرة بحالة من «القلق»، لاسيما أن أغلبها سعى لخطب ودها، تارة بالإعلان عن تخصيص دعم خاص وضخم لها وأخرى بالوعود الكثيرة ، حال رأت أفكاره النور وربما ينجح في العراك الانتخابي التنافسي الذي بدأ من الآن.
ويعلم الجميع بأن أندية الممتاز تمتلك أكثر من نصف الأصوات الإجمالية ضمن الجمعية العمومية للاتحاد مما يجعلها بمثابة ( رمانة ميزان ) في العملية الانتخابية، والكتلة الحرجة في الانتخابات لكن.. هل ترى أندية الممتاز نفسها بالفعل لاعباً مؤثراً قادراً على التغيير؟ أم إن كل هذا الاهتمام ( المفاجئ ) بها، يكون عادة قبل كل انتخابات فقط؟؟ حيث يتناوب على زيارتها والاهتمام بها كافة الأعضاء.. وما هي مطالبهم الأساسية من المرشحين؟ ومن المجلس الجديد بعدما ينجح أعضائه، وهل تثق أندية الدرجة الممتاز في الوعود التي تتلقاها من المرشحين في الدورة الحالية؟ وإلى أي مدى نسبة الثقة؟.. وما بين تلك الاستفسارات، وواقع الحال بالنسبة لتلك الأندية، باتت هناك بارقة أمل، في تحقيق مزيد من الإهتمام بحال تلك الأندية، التي اعترفت قياداتها، بأنها تعاني أزمات لا تتوقف، والسبب قلة الدعم المالي، حيث باتت الوعود منصبة على إعادة صياغة مسابقات الهواة، والبحث عن رعاة وزيادة تسويق بطولات الممتاز بصورة غير مسبوقة، وتلك الوعود جعلت مسؤولي أندية الهواة، في حالة ترقب وانتظار لما يمكن أن تسفر عنه المرحلة المقبلة، أو بالأحرى ما يمكن أن يقدم إليها من دعم مالي جديد، بعدما لم يقدم الاتحاد السابق أي دعم يذكر من جانبه عبر العديد من المتابعين عن تفاؤلهم في المرحلة المقبلة بقدرة المجلس الجديد على تحقيق تطلعات الأندية ومساعدتها على تخطي العقبات التي تواجهها، وأن ذلك سيكون مختلفاً مقارنة بالاتحادات السابقة، التي لم تعمل أي شيء على التخفيف من معاناة الأندية، ولم يكن لها أي تواصل معها واقتصر تواصلها على مرحلة الانتخابات والوعود الرنانة التي أطلقها الأعضاء، وذهبت أدراج الرياح بعد الانتخابات.
والجميع يعرف وعلى دراية كاملة من مطالب أندية الهواة وهي واضحة وهذا بالتأكيد يتم من خلال مساعدتها مادياً رغم أن وعود أعضاء الاتحادات سابقاً كانت كبيرة ومنها رصد مبالغ خيالية لمساعدة أندية الهواة، وزيادة فرص الاستثمار فيها ولكن انتهى ذلك بعد زياراتهم ، ولم تحقق الاتحادات السابقة الوعود التي أطلقتها، والتي كنا نأمل من خلالها تغيير حال الأندية التي بقيت على ما هو عليه، إلا من محاولات واجتهادات بعض الأعضاء في التواصل معها.
وأن وعود المرشحين لا يمكن أن تنفذ، لأن ذلك يدخل في إطار الدعاية الانتخابية، وأصبحت الثقة غائبة لدى أغلب الأندية بالمرشحين، فهي تسمع وعوداً كثيرة في السابق لم ينفذ أي منها، ولكن ذلك لم يمنع بعض من إدارات الأندية في تأكيد ثقتهم بأن الأمور ستكون مختلفة، لأن المرحلة القادمة تتطلب التغيير ليس في الأفراد، وإنما في الفكر أيضاً.