الثورة – إخلاص علي:
بعد انقطاع دام أكثر من عقد، تستعد دمشق لاستئناف رحلاتها الجوية المنتظمة نحو طرابلس العاصمة الليبية، في خطوة تتجاوز كونها مجرد خطوط طيران، لتشكل جسراً حيوياً يعيد نبض التجارة وينشط حركة المغتربين، معززة فرص التعاون الاقتصادي والإنساني بين البلدين في مرحلة جديدة من إعادة بناء العلاقات.
هيئة الطيران المدني في سوريا أعلنت عن عودة الرحلات الجوية بين دمشق وطرابلس في تشرين الأول الجاري، بواقع رحلة واحدة في الأسبوع على متن الخطوط الجوية السورية.
في هذا السياق، يرى الخبير الاقتصادي فادي ديب أن استئناف الرحلات يعزز الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين سوريا وليبيا، خاصة مع وجود جالية سورية كبيرة في ليبيا.
ويضيف: فتح قناة جوية مباشرة يُسهل التجارة والاستثمار، ويُخفف الاعتماد على طرق نقل معقدة ويقلل تكاليف التبادل، ما يعزز النشاط الاقتصادي المحلي في سوريا.
وبحسب ديب فإن الربط الجوي المنتظم لا يعد خدمة للمغتربين فقط، بل خطوة استراتيجية تدعم فرص السوق السورية، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه النقل عبر الحدود البرية، مشيراً إلى أن تسهيل حركة البضائع والمسافرين عبر الخطوط الجوية يحد من مخاطر التأخير وتكاليف النقل، ويمنح دفعة قوية للقطاع التجاري، ويوفر فرصاً أكبر للشركات الصغيرة والمتوسطة لاستيراد وتصدير منتجاتها بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وعن أثر هذه الخطوة على الاقتصاد السوري، أكد ديب خلال حديثه لـ ” الثورة” أن الربط الجوي سيسهم في تخفيف الضغط على سوق العملات الصعبة، ويدعم قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة، لكنه حذر من أن نجاح المبادرة يتطلب دعماً سياسياً وإدارياً مستمراً لتطوير البنية التحتية والخدمات المرتبطة وإدارة العلاقات بشكل مستدام.
إجمالاً، يعكس هذا القرار رغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني، وفتح آفاق جديدة للنمو عبر بناء جسور نقل مباشرة، ما يُشكّل بارقة أمل في دعم تعافي الاقتصاد السوري وتسريع المصالحة الإقليمية.