الثورة – راما نسريني
في محاولات البلدية الحثيثة للحدّ من ظاهرة البسطات وإعادة الوجه الحضاري لشوارع حلب، تمّ تخصيص أسواق عدة للخضار والفواكه، وتنسيق نقل أصحاب البسطات إليها بشكل مجاني بالكامل.
ورغم أهمية هذه الخطوة، إلا أنها لم تحقق الغاية المرجوة منها، لأننا في نهاية المطاف، مازلنا نرى منطقة باب جنين تعج ببسطات بائعي الخضار، الذين يفضّلون الوقوف في حرّالشمس وبرد الشتاء على الوقوف تحت أسقف السوق المغطى المخدّم، الأمر الذي يدفعنا للسؤال عن السبب وراء ذلك.
بضاعة كاسدة ولا زبائن !
في حديثه لـ”الثورة”، بيّن أحمد ريحاوي، صاحب بسطة في سوق الخضار والفواكه البديل، أنه قام بالتسجيل عن طريق البلدية للحصول على حقّ استخدام المكان المخصص له في السوق بديلاً عن البسطة في باب جنين، الأمرالذي تمّ بشكل مجاني بالكامل، لكن وبسبب بعد مواقف الباصات وكراجات السرافيس عن السوق، تبقى بسطات باب جنين سيدة الموقف.
وأضاف: من الطبيعي أن المواطن القادم من حي صلاح الدين أو السكري مثلاً، يفضل الشراء من باب جنين، كونه قريباً من المواصلات العامة، الأمر الذي جعل أغلب أصحاب البسطات يعزفون عن العمل في السوق الجديد.
بدوره، يوسف أزرق، أحد الباعة الدائمين في سوق الخضار الجديد، أخبرنا عن تسجيل أصحاب البسطات على بسطات في السوق الجديد لتخزين بضاعتهم، إلا أنهم قاموا بنقلها إلى منطقة باب جنين، نظراً لقلة زبائن السوق الجديد.
فيما أوضح هاشم أبو راس، وهو بائع أيضاً، أن السوق الجديد الكائن في المشارقة مخدم على جميع الأصعدة من إنارة ودورات مياه وأسقف لحماية البضائع من العوامل الجوية، لكن وبسبب قلّة المارة والزبائن، وعزوف أصحاب البسطات عن العمل فيه خوفاً من كساد البضاعة وقلة البيع، قامت البلدية بوقف إمداده بالكهرباء، الأمر الذي اضطر العاملين هناك لتركيب “أمبير” للإنارة مساءً.
مطالب حثيثة
صحيفة الثورة حاولت التحقق من صحة المعلومات حول إمكانية نقل الكراجات لمنطقة المشارقة، لكننا لم نتمكن من الحصول على تأكيد أو نفي من الجهات المعنية بهذا الصدد.
بدورهم، طالب أغلب أصحاب البسطات بنقل كراجات الباصات والسرافيس إلى الساحة المجاورة للسوق، الأمر لذي من شأنه أن يحل مشكلة بسطات باب جنين بالكامل ومن دون تدخل من البلدية، وذلك لأن الأنظار ستتجه للسوق الجديد، نظراً لزيادة الإقبال عليه من الأهالي، ما سيساهم بتنظيم سوق الخضار وباب جنين على حدّ سواء.