الثورة – فؤاد الوادي:
تأكيداً على أن السويداء ستبقى جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري، خصص السيد الرئيس أحمد الشرع، صندوقاً لجمع التبرعات لصالح محافظة السويداء التي حاول البعض خلال المرحلة الماضية جرّها إلى الفوضى والخراب والاقتتال، ودفعها عنوة إلى أحضان الإسرائيلي، وفق أجندة تتسق مع طموحاتهم بالتقسيم والانفصال.
هذه الخطوة، وبحسب الباحث السياسي المحامي عماد علوش، بقدر ما تعكس حرص الرئيس الشرع على الحفاظ على الوحدة الوطنية بين كافة مكونات وأبناء الوطن، بقدر ما تجسد منطق الدولة الذي بات يحكم سوريا الجديدة، المنطق الذي يرتكز على أسس وثوابت الحرص والخوف على كل السوريين بكل أطيافهم وشرائحهم.
وقال علوش في حديث لـ “الثورة”: لقد شهدت السويداء في وقت سابق أحداثاً مؤسفة راح ضحيتها مئات الأبرياء، نتيجة سياسات وممارسات مجموعات خارجة عن القانون، كانت تهدف إلى إضعاف الدولة السورية الجديدة وعرقلة جهودها في النهوض وإعادة البناء، لكن احتواء الدولة السورية ووعي الشعب السوري لتلك الأحداث أحبط مكرهم وأفشل كيدهم، وجعله في نحورهم، وهو الأمر الذي أكده الرئيس الشرع مراراً وفي أكثر من مناسبة”.
وأشار إلى أن هذه الخطوة، تؤكد رؤية واستراتيجية الدولة السورية خلال المرحلة المقبلة، لجهة عدم الانجرار وراء الفتن والفوضى، وذلك في إطار استراتيجيها بالتركيز خلال المرحلة الحالية والمقبلة على النهوض وبناء ما دمره النظام البائد، والانفتاح على المحيط العربي والدولي، بعيداً عن المشاكل والحروب والصراعات والمشاريع والمحاور.
خطوة الرئيس الشرع، تتزامن مع انطلاق حملة “السويداء منا وفينا – سوريا سندي وسندك”، في سياق مبادرة مجتمعية وطنية لجمع التبرعات، تنظمها مجموعة من الشباب والشابات من مختلف المحافظات السورية، بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي والتأكيد على التضامن والوحدة الوطنية، وذلك في قرية الصورة الكبيرة في ريف محافظة السويداء.
وتهدف الحملة، وفق منظميها، إلى تقديم الدعم المادي والعيني المباشر عبر جمع التبرعات من جميع المحافظات السورية، وإرسال رسالة وحدة وطنية للتأكيد على أن السويداء جزء عزيز لا يتجزأ من نسيج سوريا، وأن شباب سوريا إخوة يتشاركون الألم ويسعون معاً لإعادة البناء، كما تهدف إلى بناء جسور الثقة والمحبة بين أبناء السويداء وأبناء المحافظات الأخرى، وتمكين الشباب السوري وإبراز قدرتهم على قيادة المبادرات الإنسانية والوطنية وصنع التغيير الإيجابي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار العديد من المبادرات التي شهدتها المحافظات والمدن السورية بهدف تعزيز العمل الأهلي والمجتمعي، وتأكيداً على أهمية الشراكة بين مختلف مكونات المجتمع للنهوض بالواقع الخدمي والاقتصادي، وترسيخ ثقافة العطاء والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لأبناء سوريا بعد التحرير.
يذكر أن الحكومة، كانت قد أطلقت منتصف الشهر الماضي، خريطة طريق شاملة لمعالجة الأوضاع في محافظة السويداء وتضميد الجراح وتحقيق التنمية، وترسيخ الأمن الوطني، مع رفض واضح لأي تدخلات خارجية تمس وحدة الأراضي السورية.
وأكد الوزير الشيباني في ذلك الوقت أن الأحداث المؤلمة التي شهدتها السويداء تركت أثرها في كل بيت سوري، وأن الدم السوري واحد، مشيراً إلى أن الحكومة وضعت خريطة طريق لتضميد جراح السويداء وإعادة بناء ما تهدم لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار.
وتنص الخريطة على جملة من الخطوات العملية أبرزها محاسبة كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي، وضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع، وتعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين، وإعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة، والعمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف، وإطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء المحافظة بكل مكوناتهم.