منهل إبراهيم:
فيما دعت العديد من وسائل الإعلام الغربية للاستفادة من المتغيرات الدولية على نحو إيجابي لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، يزعم جيش الاحتلال أن أهداف عدوانه المتجدد في غزة بأنها ضغط عسكري مصمم لإعادة حركة “حماس” لطاولة المفاوضات، ويتحدث وزير الحرب عما أسماه الاستيلاء على الأراضي دون حد زمني، مما أثار مزيداً من القلق على الساحة الدولية مع استمرار عدد المدنيين الفلسطينيين الشهداء في الارتفاع، في وقت يحذر فيه المكتب الحكومي في غزة من شائعات يبثُّها الاحتلال لـ”ترتيبات مزعومة للهجرة من القطاع المنكوب.
ووسط أنباء تناقلتها مواقع غربية ومنها “بي بي سي” عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” و”حماس” في غزة قد يمتد لسنوات، يرى مراقبون أن هناك منطقة ضبابية وسط هذه الأحداث المتلاحقة، ولا يزال “لعب الأوراق”، سيد الموقف في المنطقة لكن المهم هو التغلب على الحواجز التي تعيق الوصول إلى حالة من الاستقرار الدائم في المنطقة.
وقال مسؤول فلسطيني كبير مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس لـ “بي بي سي”: إن الوسطاء القطريين والمصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة، مضيفاً أن الخطة تتضمن هدنة تستمر ما بين خمس إلى سبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، ونهاية رسمية للحرب، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
ومن المقرر أن يصل وفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة لإجراء مشاورات في هذا الشأن.
وانهاء وقف لإطلاق النار بين الجانبين قبل شهر عندما استأنفت “إسرائيل” قصف غزة، وتبادل الجانبان اللوم بسبب الفشل في الحفاظ عليه.
ولم يصدر عن “إسرائيل” أي تعليق على ما تردد عن هذه الخطة المقترحة من قبل الوسطاء.
ومن المقرر أن يمثل حماس في المناقشات في القاهرة رئيس مجلسها السياسي محمد درويش وكبير مفاوضيها خليل الحية.
ويأتي ذلك بعد أيام من رفض الحركة للمقترح الإسرائيلي الأخير، والذي تضمن مطلبا بنزع سلاح “حماس” مقابل هدنة لمدة ستة أسابيع.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت الماضي، بأنه لن ينهي الحرب قبل القضاء على “حماس” وعودة جميع الأسرى، وطالبت “حماس” “إسرائيل” بالالتزام بإنهاء الحرب قبل إطلاق سراح الأسرى.
وصرح المسؤول الفلسطيني المطلع على المحادثات لـ “بي بي سي” أن “حماس” أبدت استعدادها لتسليم إدارة غزة لأي كيان فلسطيني يُتفق عليه “على المستويين الوطني والإقليمي”، وأضاف أن هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أو هيئة إدارية مشكلة حديثاً.
واستبعد نتنياهو أي دور للسلطة الفلسطينية في الحكم المستقبلي لقطاع غزة الذي تحكمه “حماس” منذ عام 2007.
ورغم أنه من المبكر جداً تقييم احتمالات النجاح، وصف المصدر جهود الوساطة الحالية بأنها جدية، وقال: إن “حماس أظهرت مرونة غير مسبوقة”، فيما أكدت صحف غربية، أنه يُفترض على القادة في العالم أن يتأقلموا مع الظروف الجديدة والمتغيرات الدولية، وتحويل ذلك إلى فرص يستفيد منها الجميع في المنطقة لإرساء الاستقرار، حسب ما جاء على متن تلك الصحف.