The Media line: لقاء الرئيسين الشرع وعباس لحظة نادرة من التفاعل السوري الفلسطيني 

الثورة- ترجمة هبه علي:

يتزايد قلق المسؤولين الإسرائيليين من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يستغل المتغيرات الإقليمية لتعزيز شرعيتها الدولية وتمهيد الطريق لانطلاقة جديدة نحو إقامة الدولة، وهي نتيجة تبدو إسرائيل مترددة في مواجهتها، وقد ازدادت هذه المخاوف يوم الجمعة، عندما زار عباس سوريا لأول مرة منذ أكثر من عقد، في زيارة حاولت إسرائيل منعها لكنها فشلت.

وكان اللقاء رفيع المستوى مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي عقد في قصر الشعب في دمشق، بمثابة لحظة نادرة من التفاعل الفلسطيني السوري، وأشار إلى محاولة رام الله إعادة ضبط موقفها الدبلوماسي.

حاولت السلطات الإسرائيلية في البداية منع عباس من السفر جوا إلى سوريا من الأردن عبر منع المروحيات الأردنية من المرور عبر المجال الجوي، وصرح مسؤولون أردنيون كبار لوكالة “ميديا لاين” بأن منح التصاريح رفض بحجة أن حكومة الرئيس السوري الشرع “معادية” و”إرهابية” بموجب القانون الإسرائيلي.

ذكرت مصادر مقربة من القيادة الفلسطينية أن حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ناشد المسؤولين الإسرائيليين مباشرة. وكان الرد الإسرائيلي صريحا: “إسرائيل ترفض زيارة عباس إلى دمشق، لأن القيادة السورية تعتبر إرهابية”. وعندما فشل المسار المباشر، طلب الشيخ تدخل الولايات المتحدة. وبعد قرابة اثنتي عشرة ساعة من المناوشات الدبلوماسية، تمكن عباس أخيرا من التوجه إلى دمشق عبر الأردن.

رغم رمزية زيارة عباس، إلا أنها تشير إلى نية السلطة الفلسطينية تنويع تحالفاتها في شرق أوسط يزداد تشرذما، ووفقا للدكتور هاريل تشوريف، الخبير في الشؤون الفلسطينية في مركز موشيه ديان بجامعة تل أبيب، “نعم، من الممكن أن عباس يحاول بناء تحالفات جديدة لتعزيز موقف السلطة الفلسطينية، لا سيما مع تعرض حماس لضغوط، حتى من إيران، لنزع سلاحها”.

رغم التوترات طويلة الأمد بين فتح والحكومة السورية، لاسيما خلال الحرب الأهلية اللبنانية ومجزرة تل الزعتر عام ١٩٧٦، صرح تتشوريف بأن إعادة ترتيب المواقف قد تخدم أغراضا استراتيجية أوسع، وقال تشوريف: “إذا استطاع عباس إقناع شخصيات مثل الرئيس الشرع بالتعاون معه بدلا من حماس، فقد يستقبل ذلك بإيجابية في واشنطن وبروكسل، ويمكنه أن يقدم نفسه على أنه البديل المعتدل، الذي يستحق الدعم”.

تجري إعادة التوازن هذه في وقت تواجه فيه السلطة الفلسطينية ضغوطا داخلية وخارجية متزايدة، ولقد عمقت حرب غزة الخلافات بين فتح وحماس، وفاقمت خيبة الأمل الشعبية، وتركت السلطة الفلسطينية مهمشة بشكل متزايد على الساحة الدولية، وبينما تكهن البعض بتشكيل جبهة فلسطينية موحدة، كان تشوريف واضحا: “على الناس أن يفهموا: حماس وفتح ليستا حليفين. إنهما عدوان شرسان، هناك كراهية عميقة وخوف بينهما، إن الاعتقاد بإمكانية تعاونهما لمجرد كونهما فلسطينيين هو سوء فهم جوهري للوضع”.

من الجانب الإسرائيلي، أثارت زيارة عباس تساؤلاتٍ وتكهنات، وصرحت الصحفية السورية كريمة السعيد لموقع “ميديا لاين” بأن المسؤولين الإسرائيليين يخشون على الأرجح أن يعزز التعاون المتجدد بين السلطة الفلسطينية ودمشق نفوذ حركتي حماس والجهاد الإسلامي، المتحالفتين مع سوريا وإيران.

وأضافت: “قد يشكل هذا تحديا لاستراتيجية إسرائيل الراسخة في تفتيت معارضي خططها، بما في ذلك ما يسمى “صفقة القرن” وجهود الضم والتهويد المستمرة”، لكن مبررات إسرائيل لمعارضة زيارة عباس لا تزال غامضة.

أقر تشوريف قائلا: “هذا سؤال وجيه، بصراحة، لا أعرف سبب رد فعل إسرائيل بهذا الشكل، لم تعمل سوريا كدولة موحدة منذ زمن طويل”، مشيراً إلى أن تردد إسرائيل قد يعكس حالة من عدم اليقين الاستراتيجي الأوسع.

وقال: “حتى بالنسبة لشخص مثلي متخصص في هذا المجال، فإن السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا غامضة للغاية، لقد استولينا على مناطق محدودة- معظمها لتأمين حدودنا في مرتفعات الجولان- لكننا نخاطر باستفزاز النظام دون داع”.

المصدر- The Media line