الثورة – حمص – ابتسام الحسن:
أقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية لقاءً حوارياً في جامعة البعث بعنوان (سورية والوضع الإقليمي والدولي) مع المستشارة الإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان.
بدأت الدكتورة شعبان حديثها عن العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وتداعياتها عالمياً، وهل كانت العملية ضرورية أم كان من الممكن تجنبها؟
وهل كان الأفضل أن يتفاداها الروس ويتفاداها العالم كله معها ليتجنب منعكساتها التي ظهرت أو تلك التي ستظهر مستقبلاً، ولاسيما أنه خلال السنوات العشر الأخيرة كانت أميركا ودول الاتحاد الأوروبي يتحكمون بمصائر الدول دون وجه حق، وسورية من البلدان التي تعرضت للظلم طمعاً بثرواتها، ومحاولة لإضعاف إرادتها السياسية وإبعادها عن مسارنا القومي والعروبي.
ولفتت إلى الفروقات بين ما يمثله الشرق ممثلاً بروسيا والصين وما يمثله الغرب من جهة أخرى ولا سيما خلال العقد الأخير خاصة وأن الغرب يتعامل بفوقية ويفرض عقوبات على من يشاء من البلدان ومعاقبة شعوبها، وظهر ذلك جلياً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، والاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣.
وبينت أنه نظراً لوجود قطب واحد في العالم لم يكن هناك قرار دولي بل أميركي، والعقوبات القسرية المفروضة على سورية وشعبها أحادية الجانب بقرار أميركي لا علاقة لمجلس الأمن ولا للجمعية العامة بها، حيث تنحى القانون الدولي جانباً وأصبح هناك إرادة غربية فقط.
وتحدثت الدكتورة شعبان عن الشرق بما يمثله من دول صديقة وكيف اتخذ منهج الاحترام المتبادل بين الدول واحترام القوانين التي يفترض تطبيقها على الجميع من دون استثناء.
وأشارت إلى الفرق الكبير بين منهج الغرب والشرق، وبناءً عليه كان لا بد من شرارة ما لإنهاء حالة اللاتوازن بين الغرب والشرق، والبدء بمسار جديد لا يتم فيه حسم الأمور لمصلحة طرف دون آخر، ولذلك لاحظنا ردة الفعل الغربية على العملية الروسية في أوكرانيا كيف فاقت كل التوقعات والعقوبات التي فرضت على روسيا لم تفرض على أي دولة تاريخياً، فقد تجاوزت ٦٠٠٠ عقوبة وبالرغم من ذلك استطاعت روسيا الحفاظ على قيمة عملتها بعد إعلان الرئيس الروسي أنه سيصدر النفط والغاز للدول غير الصديقة بالروبل، وهي خطوة سيكون لها دور هام في إنهاء هيمنة الدولار الأمريكي.
وبينت أن إرسال آلاف المرتزقة والطائرات والسلاح إلى أوكرانيا، واعتبار الطرفين ما يحدث حرب وجود ونتيجتها سوف تقرر شكل العالم الجديد، ولذلك لم يكن أمام روسيا خيار آخر غير القيام بالعملية العسكرية، مضيفة أن قرار الحرب لم يكن روسياً فقط بل دولياً أيضاً.
وسلطت الضوء على الدور المشرف لسورية بدعم العملية، مشيرة إلى أنها معركة سياسية اقتصادية فكرية و إعلامية لها منعكساتها على الساحة العالمية قد تمتد لأشهر أو سنوات سبقها الكثير من التحضيرات الروسية في جميع المجالات وسيكون لها دور كبير في تحول العالم إلى عدة أقطاب، وهناك الكثير من الدول الطامحة في تغيير المنظومة الدولية وسورية واحدة منها.
وأضافت أن إضعاف سورية أثر على جميع الدول العربية وأضعف قراراتها، وخير مثال على ذلك عمليات التطبيع، مؤكدة ضرورة أن يكون العرب صفاً واحداً و قطباً واحداً، ولابد من الوقوف في وجه السياسة التي تتبعها أميركا وهي “فرق تسد “وضرورة التنسيق العربي في المجالات كافة للوقوف في وجه “اسرائيل” الطامعة في إقامة ولايات على أنقاض دولنا، والصمود هو خيار إجباري وليس اختيارياً كما يظن البعض، وكلنا يعلم أن الحرب على سورية مخطط لها منذ عشرات السنين وبصمود شعبنا وجيشنا وقائدنا انتصرنا في هذه الحرب الظالمة على بلدنا.
في نهاية حديثها أجابت شعبان على تساؤلات الحضور التي تناولت الوضع الإقليمي والمحلي.