“تأملات” فيلسوف.. كتبَ “إلى نفسه”

الثورة – هفاف ميهوب:

لم يكن الامبراطور والفيلسوف الروماني “ماركوس أوريليوس” يقصد من الـ “تأملات” التي كتبها لنفسه، تقديم خطاب فلسفي، أو درسٍ رواقي. ذلك أنه لم يتوقّع بأن تُقرأ، أو أن يتمّ جمعها في كتابٍ، يكون سبباً لتخليده بين مصافِ الفلاسفة العظماء..
حتماً، نحن اليوم بحاجة لقراءة هذه التأملات، ولاسيما في ظلّ الظروف التي نعيشها، وتحتاج منّا صبراً وحكمة، لمقارعة اليأس بالأمل، والموت بالحياة، وهو ما يهدينا إياه هذا الكتاب، ومنذ بداياته التي نقرأ فيها، قول قارئٍ يوناني كان قد قرأ هذه التأملات فوصفها:
“إن شئت أن تملك السيطرة على الألم، فافتح كتابه المُبارك وأوغل فيه، ولسوف تتمكّن بغدقِ فلسفته، من أن ترى كلّ المستقبل والحاضر والماضي، ولسوف تدرك أن كلاً من الترح والفرح، لا يغدو أن يكون دخاناً”…
بيد أن هذا الفيلسوف، كتب فعلاً هذه اليوميات لنفسه، وليس لأنها نتاجه الوحيد الذي لم يكن موجوداً مع بقية الوثائق المحفوظة في خزانته، ولا حتى لأنها كُتبت باليونانية التي كانت يومها لغة الصفوة من المثقفين الرومانيين، بل لأنه وسمها بعبارة: “إلى نفسه”، ومن ثم: “لستُ أعرف بالضبط ما أنا أفكّر فيه، ربّما لذلك شرعت في الكتابة”..
إنها الحكمة التي أطلقها، بعد الامتنان لكلّ الفلاسفة الذين تعلّم منهم ضبط النفس، الامتناع عن النزوات العابرة، المرح في كلّ الظروف حتى في المرض، حب العمل والمثابرة، والإنصات لكلّ من لديه اقتراح من أجل الصالح العام، وغير ذلك مما يرتقي بالحياة التي تحكمها أخلاق فيلسوف، من الطبيعي أن يناجي نفسه، ويحاكي الطبيعة والعالم:
“أيها العالَم، كلُّ شيءٍ يُلائمُني إذا لاءَمَك، وكلُّ ما هو في أوانِه بالنِّسبةِ إليكَ، هو كذلكَ عندي، لا متقدِّمٌ لديّ ولا مُتأخِّر… أيتُها الطبيعة، كلُّ ما تَجلِبُه مَواسِمُكِ هو ثَمرةٌ لي، كلُّ شيءٍ منكِ يَأتي، وفيكِ يعيش، وإليكِ يَعود”..

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"