افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – أحمد حمادة:
مازالت صور العدوان الفرنسي الغاشم على مبنى البرلمان السوري ماثلة في أذهان السوريين، ينقلها الآباء والأجداد للأحفاد، ومازالت صور البطولة التي رسمها آنذاك أبطال حامية البرلمان راسخة في ذاكرة شعبنا الأبي، وتمثل له لوحة وطنية خالدة، وملحمة كبرى من ملاحمه التي سجلها عبر تاريخه الطويل ليحيا الوطن حياة حرة وكريمة.
فصورة أفراد الحامية وهم يرفضون تأدية التحية للعلم الفرنسي لا تفارق تلميذاً ولا طالباً ولا شيخاً ولا امرأة في سورية، وصور دك المحتلين باسم “الانتداب” المزيف لمبنى البرلمان السوري ستبقى عاراً يلاحق المستعمرين إلى أبد الدهر.
شهداء 29 أيار سقطوا دفاعاً عن البرلمان، وهم كوكبة من آلاف الشهداء، ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، لكن تضحياتهم لم تذهب سدى، بل دحروا المستعمرين، وأنجزوا الاستقلال، ولقنوا المحتلين دروساً عظيمة في المقاومة والدفاع عن الأوطان.
تطل في صباحنا الأغر ذكراهم في وقت يرفض فيه المستعمرون الخروج من جلدهم الاحتلالي، ومنظومتهم بقيادة أميركا وأدواتها، مازالوا يشنون منذ عقد من الزمن حرباً عدوانية ووحشية على السوريين، ويحاصرونهم ويقصفونهم بكل الأسلحة المحرمة دولياً، وآخر أجنداتهم العدوانية الترويج لإنشاء واشنطن والنظام التركي ما يسمى “المنطقة الآمنة” القادمة تحت عناوين “الإنسانية” البراقة والأمن المزعوم.
اليوم تطل الذكرى فنستحضر سيرة أولئك الأبطال الذين صمموا على صون حرية بلدهم واستقلاله، وعلى تحقيق مسيرة الجلاء بكل معانيها الشامخة، بعد أن سقطوا دفاعاً عن وطنهم وعلمهم وكرامتهم أمام مبنى البرلمان، وداخل قبته، ونستحضر صور النصر على المحتل الفرنسي، وثورات السوريين التي مرغت أنفه بالتراب، وستبقى ذكراهم خالدة أبد الدهر، وسيظلون سراجاً يهتدي السوريون بنوره، حتى تحرير كامل أرضهم من الاحتلال والإرهاب، وإعادة إعمار بلدهم حراً كريماً مستقلاً.
رئيس تحرير صحيفة الثورة
التالي