الثورة – راما نسريني:
يزداد عدد السيارات في مدينة حلب يوماً بعد يوم، وخاصة بعد الانخفاض الكبير في الأسعار الذي شهده سوق السيارات، بعد تحرير البلاد، وعودة المغتربين إليها. ولأن شوارع المدينة غير مؤهلة لاستقبال هذا الكم الهائل من السيارات، بات مشهد الازدحام وحوادث السير، جزءاً من حياة المواطن اليومية.
شهدت المدينة في الآونة الأخيرة ازدياداً كبيراً في حوادث السير، الأمر الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين، فلا يكاد يمرّ يوم من دون حادث هنا وتصادم هناك، وعلى الرغم من الانتشار المكثف لشرطة المرور، على المفارق الحيوية للمدينة وشوارعها، إلا أن ذلك لم يحدث فرقاً كبيراً على مستوى حوادث السير.
كارثيّ
“تعددت أسباب الحوادث، ولكن النتيجة واحدة في كل الأحوال”، محمد ساعاتي، مغترب سوري عاد لقضاء إجازة الصيف مع أهله في سوريا، يصف المشهد لـ “الثورة” بالكارثي، موضحاً أن الشوارع لم تحظَ بأي تجديد أو تطوير منذ سنين، ومن غير المعقول أن تحتمل عدد السيارات الكبير الحالي في المدينة. وتابع: ” نحتاج لمشاريع تأهيل شاملة، تتضمن أنفاقاً وجسوراً في الشوارع الرئيسة للمدينة”، مشيراً إلى أن الحفر المنتشرة في الشوارع، تساهم بشكل كبير في ارتفاع خطر الحوادث على الطرقات.

ثغرة كبيرة
“تارة بسبب السرعة الزائدة وأخرى بسبب القيادة عكس السير، نسمع يومياً أسباب مختلفة للحوادث، لكننا لا نسمع عن حلول أو حتى مبادرات أو حملات مخالفة صارمة من قبل الجهات المعنية”، يرى قتيبة الشهابي مدرس لغة عربية، أن السبب الرئيسي وراء حوادث السير، هو الثغرة الكبيرة في إدارة ملف السير. وأكد في حديثه لـ “الثورة”: على أهمية تحرير مخالفات صارمة بحق المخالفين لقوانين السير، محمّلاً الجهات المعنية المسؤولية كاملة عن تلك الحوادث. واعتبر أن المخالفات تعتبر رادعاً كافياً للسائقين، ليتقيدوا بالسرعة المفروضة، الأمر الذي يساهم في التقليل من احتمالية الحوادث.
تعطيل للحياة اليومية
سائق السرفيس عبد الله مصطفى، بيّن أنه يعاني في أثناء عمله اليومي من سائقي الدراجات النارية، وذلك يعود لعدم التزامهم بقوانين السير، فضلاً عن المخالفات الصارخة التي يرتكبونها، مستغلين حجم الدراجة الصغير، الذي يسمح لهم بالدخول بين السيارات والباصات الكبيرة، من دون إعطاء إشارات مسبقة، ما يهدد بوقوع حوادث سير خطيرة، ناهيك عن سرعتهم العالية وقيادتهم عكس اتجاه السير في كثير من الأحيان. وأضاف: “خلال عملي اليومي أتعرض لمعوقات كثيرة، تتمثل في ركن البعض سياراتهم رتلاً ثانياً، ما يجبرنا على الانتظار لحين إزالتهم للسيارة، أو الدخول في شوارع فرعية ضيقة لتفادي الانتظار على الطريق”. ولفت إلى أن المخالفات المرورية، وصلت إلى حد لا يطاق ، مشيراً إلى أنه يتعرض لضغط نفسي كبير، ناجم عن شعوره الدائم بالخطر الوشيك واستنفار حواسه بالكامل، تحسباً لأي مركبة قد تظهر فجأة عكس السير مثلاً، أو لسائق متهور “دون السن القانوني”، يقود بسرعة جنونية لا مبالٍ بحياته أو حياة الناس، ضارباً بقوانين السير عرض الحائط.
تسويف وتأجيل ولا ردّ !!
صحيفة الثورة تواصلت مع منسق مجلس مدينة حلب أحمد المحمد، لمعرفة خطط المجلس لإعادة تأهيل الطرقات، من إنشاء جسور أو فتح أنفاق وما إلى ذلك، إلا أن الأخير وعد بالرد مراراً وتكراراً على مدار أسبوع كامل، لكن بقيت الأسئلة من دون رد حتى لحظة إعداد هذا التقرير. ويبقى السؤال مفتوحاً من دون صدى إجابة: إلى متى ستبقى حوادث السير تتصدر أخبار المدينة ؟ وهل سينتهي كابوس الاختناق المروري الذي تشهده المدينة على مدار الساعة ؟.