الثورة – سومر الحنيش:
يدخل منتخبنا الأولمبي بكرة القدم مرحلة جديدة، عنوانها التحول والثقة، بعد تعيين النجم السابق جهاد الحسين مديراً فنياً للمنتخب المتأهل إلى كأس آسيا المقبلة في السعودية، المقررة بين (7) و (25) من كانون الثاني القادم.
تكليف الحسين جاء في توقيت حساس للغاية، إذ لم يتبق سوى أسابيع قليلة على البطولة القارية، وهو ما يجعل المهمة واحدة من أصعب التجارب التدريبية في مسيرته، وربما في تاريخ المنتخب الأولمبي نفسه، حيث يواجه المنتخب مجموعة نارية تضم اليابان وقطر والإمارات.
زمن قصير
المنتخب الذي أنهى التصفيات بالعلامة الكاملة، يُسلّم لمدرب جديد يملك رؤية مختلفة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبشدة: هل سيستطيع الحسين تطبيق فلسفته في هذا الوقت القصير؟
التحدي الحقيقي أمام الحسين لا يكمن فقط في تحقيق النتائج، بل في إعادة بناء الثقة، وإحياء روح اللعب الجماعي، وصناعة هوية مميزة لمنتخب طال انتظاره، ليكون واجهة مشرقة للكرة السورية، خصوصاً أنه يضم مجموعة من اللاعبين الواعدين.
ورغم أن المعسكر الداخلي الحالي في دمشق، من (28) حتى (31) الجاري، يشكل خطوة أولى على الطريق، فإن كثيرين يخشون ألا يكون كافياً، ما لم يُدعم الحسين بمعسكرات خارجية ومباريات تجريبية قوية، وبتدعيم الصفوف بمحترفي الخارج، بل وحتى توفير جهاز فني يضم محللاً للأداء ومساعدين أكفاء.

ترحيب واسع
تعيين جهاد الحسين لاقى ترحيباً واسعاً من الجمهور الذي يرى فيه نموذجاً للاعب الخلوق المنضبط، وصاحب الفكر الكروي المتطور، ويرى رياضيون ومتابعون أن اختياره هو الأكثر منطقية، في ظل غياب الإمكانات المادية لجلب مدرب أجنبي، بشرط ألا يكون مشروعه مؤقتاً ولا مرهوناً فقط ببطولة آسيا المقبلة، فالكرة السورية، كما يقول أحد المراقبين “تحتاج اليوم إلى مشروع، يبدأ من الأولمبي ولا ينتهي به، مشروع يمنح المدرب الوقت والصلاحيات والمسؤولية دون تدخلات أو حسابات شخصية”.
بين الانتقاد والثقة
في المقابل، لم تخلُ مواقع التواصل الاجتماعي من التساؤلات والانتقادات، فقد عبّر البعض عن استغرابهم من استبعاد بعض الأسماء البارزة التي قدمت أداءً جيداً في السابق، وتجاهل المحترفين السوريين في أوروبا، فيما رأى آخرون أن هذا معسكر أولي، وستتبعه عدة معسكرات، فيما رأى آخرون أن المرحلة تحتاج إلى الثقة الكاملة بالمدرب الجديد، ودعمه بكل ما يحتاجه من أدوات فنية، مؤكدين أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بخلق هوية جديدة لمنتخب يعد نواة لمسقبل الكرة السورية.
خلاصة القول
في النهاية، تبدو تجربة جهاد الحسين مع المنتخب الأولمبي أكثر من مجرد مهمة تدريبية قصيرة، فهي اختبار حقيقي لقدرة كرة القدم السورية على منح الفرصة لمن يستحقها، دون حسابات أو مجاملات.
الوقت ضيق، لكن الأمل كبير، خصوصاً أن المنتخب يضم جيلاً شاباً يحتاج فقط إلى بيئة مستقرة، ومدرب يؤمن بقدراته،
وإذا استطاع اتحاد كرة القدم أن يقدم الدعم الكامل لهذه التجربة، فإن ما يمكن أن يبدأ اليوم كمغامرة، قد يتحول غداً إلى نقطة تحول في طريقة التفكير الرياضية داخل سوريا.