الملحق الثقافي – غسان شمه:
من النادر أن يجري الحديث عن المسرح عندنا دون أن يتطرق إلى العلاقة مع الجمهور، وهي علاقة ذات طبيعة خاصة حيث يشير البعض إلى ابتعاد الجمهور عن المسرح.. وتقف وراء ذلك أسباب عديدة منها تقديم أعمال تغترب في مبناها الفني والفكري التي يصفه بعضهم بأعمال « جادة» ، ومنها ثقافة فئة واسعة من الجمهور الذي بات يفضل الراحة المتوفرة في منزله بمتابعة الشاشة الصغيرة، وكذلك يمكن الإشارة إلى ابتعاد الكثير من النجوم عن المسرح لأسباب عدة لا يغيب عنها الجانب المادي حتى أن البعض من المتابعين يشير إلى أن عمل الفنان في المسرح نوع من التضحية حيث يحتاج جهداً كبيراً مقابل القليل جداً..
رغم كلّ ما سبق، ورغم مما قد يشير إليه آخرون بصدد علاقة الجمهور بالمسرح، لكن ثمة عروض تستطيع أن تقيم علاقة دافئة مع الجمهور، وتخلق حالة من التواصل والتفاعل الجميل الذي يؤكد أن هذا الفن العريق ما زال قادراً على خلق مناخ فني له خصوصيته ..
مع مسرحية « موت موظف» للمخرج لؤي شانا تابعنا عرضاً امتلك مفردات كثيرة خلقت جواً مسرحياً في من الفرجة التي تفاعل معها حضور كبير من الناس بمختلف الأعمار، فقد شد بحكايته البسيطة وبنائه عليها حكاية تأخذد من قصة تشيخوف لتضيف من عند المخرج حكاية أخرى تدخل من بوابة واقعنا لتكشف الكثير من النفاق والزيف بأسلوب كوميدي خفيف عبر حوارات بسيطة لامست قضية يعاني منها الكثيرون…
موت موظف.. عرض استطاع أن يصل ببساطته، المشغول عليها فنياً، إلى الجمهور الذي تفاعل بحرارة مع الموقف الكوميدي المحمل بأسئلة حملت إشاراتها الخاصة فقد عطس ومات ذلك الموظف..؟!
رقم العدد 1097
التاريخ: 31/5/2022