زراعة البندورة بدرعا..إنتاج وفير وتكاليف مرهقة

الثورة – تحقيق – جهاد الزعبي:

بدأ في محافظة درعا موسم البندورة مما أدى لتراجع ملحوظ بأسعارها بما يقارب ال ٦٠% وأصبح سعرها مابين ١٣٠٠- ١٥٠٠ ليرة حسب الصنف والدرجة والسعر قابل للهبوط في الأيام القادمة.
فموسم البندورة بدرعا يُعتبر من أهم وأكبر المواسم كونها زراعة استراتيجية رئيسية توارثها الأجيال ، وتنتج المحافظة أكثر من نصف إنتاج القطر من هذه المادة الغذائية الهامة وبتقدير يصل لنصف مليون طن.

في هذا التحقيق سنلقي الضوء على هذه الزراعة والصعوبات والمشاكل التي تعترض الفلاحين وسُبل حل تلك الصعوبات فإلى التفاصيل ..

*زراعة متوارثة..

أكد “منهل محمود” أن زراعة البندورة في درعا متوارثة منذ خمسينيات القرن الماضي وتعتبر من أهم المواسم الزراعية بالمحافظة حالياً ، حيث تغطي إنتاجية حقول درعا حاجة عدة محافظات ومعامل الكونسروة مع تصدير الفائض للخارج.

*محصول رئيسي..

وقال المزارع “نزيه عبد الرحمن ” أن زراعة البندورة متأصلة وهي مصدر رزق أسرته، حيث يقوم بزراعة مابين ٥- ١٠ دونمات تصل كلفتها نحو ١٥ مليون ليرة . شاكياً أنه مع بدء موسمها بدرعا تنهار أسعارها بشكل كبير ولايكاد الفلاح يستطيع استرداد رأس ماله.

*الأسمدة والبذور غالية..

وكشف المزارع “مثقال الناصير” أن أسعار شراء البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية غالية جداً ويقوم أصحاب الصيدليات الزراعية باستغلال المزارعين في حساب الأسعار على سعر الصرف الرائج لليرة وقت سداد الديون.
مطالباً بضرورة توفير الأسمدة والأدوية الزراعية ومستلزمات الزراعة عن طريق المصارف الزراعية.

*تكاليف مرهقة ..

وفي السياق ذاته فقد أوضح الفلاح “فرحان الزعبي ” أن تكلفة دونم البندورة تتجاوز المليون ونصف المليون ليرة وينتج نحو ١٥ طناً من البندورة ولا تكاد كل أتعابه تفي بديون المحال الزراعية بسبب غلاء السماد والمحروقات وعدم كفايتها .

*شح المياه..
ولفت “فاضل العلي” أن مياه السدود ليست كافية لري نصف الموسم بسبب تدني المخازين نتيجة قلة الهاطل المطري ولهذا يلجأ المزارعون للزراعة على الآبار لأنها أكثر ضماناً من السدود.

*نصف مليون طن..

ولفت المهندس “بسام الحشيش” مدير زراعة درعا أن المحافظة تتميز بإنتاج مادة البندورة وهي مشهورة بطعمها اللذيذ وشكلها الجميل وحجم الحبة المناسب وكثافة الإنتاجية، حيث خططت زراعة درعا هذا الموسم ٢٠٢٢ لزراعة نحو ٢٨١٣ هكتار بندورة للعروة الصيفية والتكثيفية تم تنفيذ معظمها ومن المتوقع أن يصل إنتاجها كتقديرات أولية نحو نصف مليون طن بندورة للعروتين الصيفية الرئيسية والتكثيفية.

*موارد مائية..

مدير الاستثمار بمديرية الموارد المائية بدرعا المهندس “هاني عبد الله” بين أن مخازين السدود قليلة ويتم استجرار كميات من سدود محافظة القنيطرة المجاورة للمنطقة الغربية بالمحافظة مثل سدي كودنه وغدير البستان .
مبرراً سبب شح مخازين السدود بسبب قلة الهاطل المطري بالتوازي مع زيادة المساحات المزروعة وبالتالي يحصل عجز مائي وصعوبة بتوفير الكميات المطلوبة للزراعة.

*معامل الكونسروة..

يؤكد أصحاب معامل الكونسروة بدرعا والبالغ عددها نحو ٣٠ معملاً أنهم يتحضرون لشراء البندورة لعصيرها. مؤكدين أنهم ينتظرون حتى تستقر الأسعار ويبلغ الموسم ذروته أواخر شهر تموز القادم.
ملتمسين توفير حاجتهم من المحروقات والكهرباء لتشغيل المعامل.

*اتحاد الفلاحين يطالب..

وصرح “احمد حجازي” نائب رئيس اتحاد فلاحي درعا أن اتحاد الفلاحين يتابع طلبات المزارعين لدى الجهات المعنية، حيث يوجد شح كبير بمادة السماد عن طريق المصارف الزراعية وهي غالية الثمن بالإضافة لغلاء ثمن المبيدات العشبية والحشرية وقلة مخصصات المحروقات لوحدة المساحة وخاصة وأن جميع الحقول يتم ريها بواسطة محركات ضخ عبر شبكات الري الحديث. مبيناً أن ثمن البذور غال ويصل ثمن ظرف بذار البندورة إلى أكثر من ١٥٠ ألف ليرة لزراعة دونم واحد.

*حلول مقترحة..

واقترح الفلاحون خلال حوارهم بضرورة توفير مياه الري الكافية لري المحاصيل الصيفية من سدود القنيطرة ، وتفعيل عمليات تغذية السدود من ينابيع وادي الهرير عبر الربط الأنبوبي وإعادة الحياة لمعمل كونسروة مزيريب وجعله مجمعاً تنموياً للصناعات الزراعية، وتوفير الأسمدة والأدوية الزراعية عبر المصارف الزراعية بالكميات الكافية وزيادة مخصصات تشغيل محركات ضخ مياه الري، لأن الكميات الحالية لا تسد جزءا بسيطا جداً من الحاجة ، وتشكيل دائرة بالزراعة تهتم بمحصول البندورة ودعمه أسوة بالزيتون وتنشيط عمل جمعية تصدير المنتجات الزراعية.

*وختاماً..

نؤكد أن محصول البندورة بدرعا يُعتبر من أهم المحاصيل الزراعية ولابد من النظر بمطالب الفلاحين ومقترحاتهم وخاصة وأن البندورة الحورانية أصبح لها شهرتها على الصعيدين العربي والدولي بسبب جودتها ومواصفاتها الفريدة.

 

آخر الأخبار
مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور غرق عبارتين تحملان شاحنات بنهر الفرات الثورة" على محيط جرمانا.. هدوء عام واتصالات تجري لإعادة الأمن العفو الدولية": إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة ويجب محاسبتها   العراق تدعو لتسوية تضمن وحدة سوريا واستقراها 90 ألف غرسة مثمرة والخطة لإنتاج 69 ألف غرسة أخرى في القنيطرة ثانوية جديدة للعلوم الشرعية في طفس تعاون هولندي ومشاريع قادمة لمياه حلب بحث احتياجات حلب الخدمية مع منظمة UNOPS   المخابز تباشر عملها في درعا بعد وصول الطحين خليل لـ "الثورة": ندرس إعادة التأمين الصحي والمفصولين إلى عملهم لجنة لدراسة إعادة المفصولين من عملهم في شركة كهرباء اللاذقية   سرقة طحين ونقص بوزن الخبز أكثر ضبوط ريف دمشق وطرطوس الارتقاء بالتعليم في جبلة نقاش في تربية اللاذقية مياه الشرب" طاقة شمسية وأعمال صيانة وتأهيل للخدمات في الريف