متزامنة وملحوظة مع كل موسم لامتحانات الشهادات العامة ، لتتحول لظاهرة لم تجد أية إجراءات لجهات معنية في معالجتها أو حتى الحد منها ، حيث الترويج لها والاعتماد عليها جعلها متجذرة أكثر وتدخل سوقاًموسمياً فيه الربح والاحتمالات المتعددة الأوجه والحالات .
فلطالما كانت الأسئلة المتوقعة في امتحانات الشهادات العامة ، ومع كل دورة امتحانية تأخذ الاهتمام والانشغال اللامحدود من قبل النسبة العظمى من الطلاب وأسرهم ، إضافة لما تحدثه من تشويش وتوتر وقلق وفوضى في التحضير لامتحان كل مادة ، عبر انتشارها والتركيز عليها بطرق مختلفة من قبل أطراف عدة منها مدرسين ومدارس ومخابر ومكتبات وغيرها .
وحتى مع ماتصدره التربية من تعليمات لمديرياتها حول التشديد في متابعة الأسئلة المتوقعة و التأكيد على المدارس العامة والخاصة والمخابر بعدم نشر أي نماذج امتحانية أو توقعات تتعلق بأسئلة الشهادتين ورقياً أو الكترونياً، لم يلحظ أي تطبيق فعلي لهذا الأمر وبقيت التوقعات الشغل الشاغل لكثير من الطلاب وللمروجين لها حيث تحقق المزيد من المكاسب المادية سواء جاءت في محلها أم خالفت أسئلة الامتحان .
فالتربية كجهة معنية تؤكد ضرورة أن يلم الطالب بجميع جوانب المنهاج الدراسي ويبتعد عن التوقعات ، التي تحدث في أحيان كثيرة إرباكات كثيرة في الامتحان ، حتى مع كل الأخذ والرد بشأنها ، و في مدى جدواها ولو بنسبة ما ، ولاسيما عندما تصدر التوقعات من مختصين ومدرسين ذوي كفاءة وخبرة طويلة في الميدان التربوي والتعليمي .
وكون المناهج جديدة تطلبت نمط امتحانات يركز أكثر على الجانب الاستنتاجي والفهم والتركيز للطالب ، جعل الطلاب في عشوائية في التعامل مع التوقعات ، ولاسيما منها الأسئلة التي تحتاج الدقة في المواد الصعبة والأساسية للشهادات والتي تؤثر فيها حتى أجزاء الدرجة في النتيجة النهائية للطالب .
وبين الاختلاف والاتفاق بشأن الظاهرة، هناك ميدان يؤكد أن لاهروب منها ، ولا تنظيم لها في امتحانات عامة تبقى على الدوام الشغل الشاغل ، ومركز الهم والاهتمام لجميع الجهات تربوية وطالب وأسرة ومجتمع بشكل عام ، حيث النتائج مصيرية في تحديد الخطوات اللاحقة للمراحل الدراسية ، والسير بها نحو مستقبل يطمح إليه طلبة اليوم وبناة الوطن لاحقاً.